لماذا تركنا مقامات الحريري
ثمة عامل معطل لعقلانية التفكير، أحتمل أنه موجود - بقدر أو آخر - في كل مجتمع على وجه الكوكب، أعني به اعتبار الماضي مصدراً للقيم العليا ومعايير العلم. هذا العامل مثير للحيرة بعض الشيء، فهو يبدو عقلانياً من جانب، ومعطلاً للعقلانية من جانب آخر.
دعنا نأخذ مثالاً بسيطاً كي تتضح المسألة: قبل 2400 عام رأى أفلاطون، الفيلسوف اليوناني، أنَّ الناس يتفاضلون بحسب طينتهم، أو جيناتهم كما نقول اليوم. ثمة أشخاص يولدون وهم مهيأون للجندية، وآخرون يولدون حكماء ومعلمين، ويولد صنف ثالث ليحكم البلاد، وآخرون ليعملوا حدادين وفلاحين... إلخ. وعلى النسق نفسه ثمة من يولد بعقل كامل، مهيئاً لاكتساب الفضائل، وثمة من يولد ناقص العقل، فلا يحظى من أسباب الفضيلة إلا بقدره. وهذا التباين والتفاضل ضروري كي يستقر نظام العالم.
سادت هذه الرؤية طوال العصور الماضية، وأخذت بها الكنيسة في عهد الدولة البيزنطية ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأخذت بها الدولة الإسلامية منذ عهودها المبكرة، وعدّها علماء المسلمين من قبيل المسلمات. وهذا ظاهر في تمييزهم بين الأحرار والعبيد، وبين النساء والرجال، وبين العرب وغيرهم، وبين قريش وغيرها.
حسناً... ماذا يقول إنسان اليوم عن هذه الرؤية العميقة الجذور في ثقافة العالم وتاريخه؟
بناءً على معرفتي المحدودة، أفترض أنَّ معظم الناس سيرفضونها. وربما جادلوا بأنَّ تحولات العلوم والتقنية في السنين الأخيرة قضت على أي دليل ربما يدعم الرؤية القديمة. لكن بعض الناس ربما يحاجج قائلاً: هذا شيء آمن به آلاف العلماء طيلة قرون، فهل كانوا جميعاً جهلة أو غافلين؟ لعلَّ لديهم حجة من نوع ما، أو دليلاً لم نعثر عليه. المهم أنَّهم لم يتبنَُوا تلك الرؤية عبثاً ولا جهلاً بمعناها.
هذه حجة لا يمكن ردها. فلو رمينا أولئك الناس بالجهل، لمجرد قبولهم فكرة نراها خاطئة، فعلينا أن نعيدَ النظر في كل فكرة نتبناها اليوم، فما من نظرية معاصرة إلا ولها جذور ممتدة في علوم الماضين.
وقد أشرت في مقال الأسبوع المنصرم إلى أنَّ فكرة اليوم هي نتاج العبور من فكرة الأمس، وفكرة الأمس مرتبطة بما قبلها وهكذا. ترى هل كان ألبرت أينشتاين، أبرز علماء هذا العصر، قادراً على إنشاء نظريته التي غيرت مسار العلم، لولا تراث جيمس ماكسويل وإسحاق نيوتن. وهل كان نيوتن قادراً على وضع نظريته في الفيزياء، لولا النتاج العلمي الباهر لغاليليو غاليلي ويوهان كبلر. وهل يمكن فصل هؤلاء عن نتاج كوبرنيكوس؟ وهكذا تتواصل السلسلة إلى ابن الهيثم وبطليموس وأرخميدس الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد.
هذا وجه من العملة. دعنا ننظر في الوجه الآخر: لماذا نعتمد الطب الحديث بدل علاجات ابن سينا، لماذا نهتم بالرواية الحديثة وليس مقامات الحريري، ولماذا نصفق للشعراء المعاصرين ولدينا تراث امرئ القيس وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد والنابغة الذيباني وعمرو بن كلثوم، وسائر شعراء المعلقات وفحول شعراء العرب السابقين؟ ولماذا لا نكتفي بفيزياء نيوتن وغاليليو وبطليموس، بدل العلماء المعاصرين، ولماذا لا نكتفي بفقه الإمام جعفر الصادق أو أبي حنيفة أو مالك أو أحمد أو الشافعي، بدل عشرات الآلاف من الفقهاء الذين جاءوا بعدهم حتى يومنا هذا؟
أعلم أننا جميعاً نعرف الجواب: النظرية العلمية بنت زمانها، ثم تذهب للأرشيف. حسناً دعنا نسأل أنفسنا: هل ينطبق المبدأ ذاته على العلوم المتصلة بالهوية والإيمان؟ أظن أن الأمر لا يستدعي مناقشة، بل تأملاً ذاتياً ومراجعة لمحتويات الذهن، وربما مساءلة النفس عن مكان تلك المحتويات على خريطة الزمان.
النائب الهميسات: مناقشة تقارير ديوان المحاسبة هدرٌ للوقت
إقرار الخطة الاستراتيجية للدخل والمبيعات للأعوام 2026 – 2029
أسعار الذهب تحلّق مجدداً في الأردن
حملة لتنظيف جوف البحر بمحمية العقبة البحرية
تدفئة 1249 قاعة استعداداً لامتحان لتوجيهي السبت
500 مليون يورو مساعدات جديدة للأردن من البرلمان الأوروبي
وظائف حكومية .. وتنويه من الإفتاء بشأن طلبات التوظيف
استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية غداً والجمعة
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بشأن التوترات الأميركية الفنزويلية
إجلاء المئات جراء عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا
إجراءات لضبط مخالفات تتعلق بمقابلات طلبة التوجيهي
سعر كيلو الليمون يصل إلى دينار محلياً
كأس أمم أفريقيا .. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية