المال والاقتصاد قوة تتكلم وتحكم العالم

mainThumb

04-10-2023 04:00 PM

يفترض علم الاقتصاد أنه ينبغي لرأس المال في الاساس أن يستثمر دائما بطريقة تنتج أفضل عائدًا، أما علم المال يهتم بالأرقام الواقعية. بالنسبة لأولئك الذين يختارون الاقتصاد كمهنة، فيكون لأسباب أكاديمية في المقام الأول ولكيفية تقييم الشركات والمستثمرين ومخاطر الأسعار. فالتعاملات النقدية ليست إلا جزءًا صغيرًا من المجال الاقتصادي، ويحفز الإنتاج في اي مجال انتاجي النشاط الاقتصادي بما يستخدمه من الموارد الطبيعية والعمل ورأس المال. فباختصار، فإن علم الاقتصاد هو العلم الذي يهتم بكيفية تحسين الحياة المادية للإنسان في المجتمعات المتعددة والمختلفة في العالم. وقد حث الله في كتابه العزيز القرآن الكريم على الاقتصاد في آيات عديدة (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا، وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا، (الأعراف: 31، الاسراء: 27 و 29)). وحتى يكون الاقتصاد قويا ويستمر في ذلك علينا بالاستمرار بشكر الله على ما انعم علينا من نعم لا تعد ولا تحصى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ، وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18، ابراهيم: 7))، الا ان القليل من عباد الله الشكور (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13)).‏ وعن عبد الله بن عمر رضي الله قال: أن رسول الله ﷺ مرّ بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال (ما هذا الإسراف؟)، فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم وإن كنت على نهر جارٍ. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه انه قال: الاقتصادُ في النفقَةِ نصفُ المعيشةِ، والتودُّدُ إلى الناسِ نصفُ العقلِ ، وحسنُ السؤالِ نصفُ العلْمِ.

منذ أن هاجر الرسول ﷺ الى المدينة المنورة (يثرب) وجد أن ا ل ي ه و د يتحكمون في مالها وذهبها وفضتها واقتصادها ولهذا السبب أمر ﷺ بتأسيس سوقا تجاريا خاصا بالمسلمين حتى يكون هناك منافسة حرة وشريفة بين سوق ا ل ي ه و د وسوق المسلمين وقام بالاشراف على ادارته بنفسه. إلا ان ا ل ي ه و د ما زالوا منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر وربما في المستقبل مسيطرين على أسواق الذهب والفضة والمال والاقتصاد على مستوى العالم أجمع. وهم اصحاب البنوك الدولية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ويتحكمون في قرارات معظم اذا لم يكن جميع البنوك المركزية في دول العالم. وكما أن ا ل ي ه و د يمتلكون معظم شركات تصنيع الاسلحة والادوية واهم مصادر المياه العذبة في العالم، فهم من يرفعون أو يخفضون أسعار الذهب والفضة و العملة والنفط في بوارجهم العالمية كما يشاؤون ومتى يشاؤون، وبالتأكيد تنعكس آثار ذلك على الاقتصاد العالمي باسره. و لا تستطيع أي دولة من دول ألعالم ان تعزل أنظمتها عن التعامل مع الانظمة الدولية التي يتحكم ا ل ي ه و د فيها وبشكل مباشر أو غير مباشر لا يستطيعون عزل انفسهم عن التعامل مع ا ل ي ه و د. وسيبقى ا ل ي ه و د مسيطرين على ذهب وفضة ومال واقتصاد وتجارة العالم حتى قيام الساعة والدليل على ذلك قول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (الجاثية: 16 و 17))






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد