سيرة حياة الإنسان مكتوبة منذ الأزل

mainThumb

04-10-2023 11:10 PM


قال الله تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (22 و 23)). من هاتين الآيتين نستطيع أن نقول أن سيرة حياة كل إنسان مكتوبة من بداية الخلق أو منذ الأزل في اللوح المحفوظ عند رب العالمين. فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل من الممكن أن يفتح الله على بعض عباده الصالحين ويطلعهم على بعض سيرة حياة بعض الناس وبالتالي يستطيعون أن يخبروهم ببعض أحداث من حياتهم المستقبلية؟!. فنلاحظ أن بعض من يقرؤون الطالع أو الكف أو يضربون الودع يخبرون بعض الأشخاص ببعض أحداث ستحدث لهم في المستقبل وبالفعل تحدث تلك الأحداث كما ذكروها وبتفاصيلها ونحن على يقين بأنه لا يعلم الغيب الا الله لقوله تعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)) وقارئي الكف أو الفنجان أو الودع وما يخبرون عما يحدث من أحداث في المستقبل بالتأكيد من علم الغيب، فكيف يمكننا تفسير ذلك؟!. وحتى لو كانوا يتعاملون مع الجن كما يدعي بعض الناس لان الجن لا يعلمون الغيب و أكبر دليل على ذلك هو قوله تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (سبأ: 14)). وبعض الناس يقولون: إن الله يقول في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ، إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (16 و 18) ). فنتسائل: هل بعض عفاريت الجن يسرقون السمع ويرسلونها بسرعة فائقة لمن يتعامل معهم من الإنس ثم يتبعهم شهب لتلحق بهم بعض الأذى وبهذه الطريقة يتم معرفة بعض احداث المستقبل؟! لبعض الناس؟. ويمكن اعتبار هذا التفسير بما جاء في قوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (البقرة: 102))؟. اترك هذا التساؤل لقرائي ومتابعيني للإجابة عليه، والله ورسوله اعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد