الملك يتحدث بضمير الأمّة

mainThumb

22-10-2023 02:44 PM

جاء حديث جلالة الملك عبد الله الثاني في مؤتمر قمة القاهرة الأخير حديثاً مدوياً ،كان له صدى على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وذلك لأنّه تحدّث بتفاصيل عن كل ما يجري على أرض غزة من قصف وترويع وتجويع للمدنيين العُزّل ومحاولة تهجير، وقد اختار جلالة الملك أنْ يتحدث في قمة القاهرة باللغة الانجليزية، وهذه لفتة ذكية أراد من خلالها جلالته أنْ يوصل صوته وصوت ضمير الأمة للعالم كافة بكل مستوياته السياسية والعسكرية والاعلامية، لأنّ اللغة هي الطريق الأمثل لكي يُسمع كلماته وما تحمله من معاني عميقة فيها كل الدلالات السياسية والمؤشرات المستقبلية للوضع الراهن عسى أنْ يكون هناك من يَسمع هذه الكلمات ليعرف حقيقة ما يجري في قطاع غزة، لقد حذّر جلالة الملك مراراً وتكراراً، فلا يكاد خطاب أو لقاء اعلامي له سَواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي إلّا ويُشير فيه إلى ضرورة إقامة السلام في الشرق الأوسط والذي لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال حل الدولتين، وقد نبّه جلالة الملك عبد الله الثاني من خلال تشخيصه لحقيقة الوضع في غزة .
وقد أشار جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته الأخيرة إلى ركائز العهدة العمرية من حيث أنّ التعاليم الإسلامية في الحروب تحض بعدم قتل امرأةً ولا طفلاً ولا حتى يقطعوا شجرة، منوهاً بحديثه أمام العالم بما يجري في غزة من قتل للمدنيين سواء الأطفال أو النساء أو الشيوخ، وتدمير للمستشفيات والمساجد والكنائس، إضافة إلى أنّ جلالته أشار إلى أنّ قتل المدنيين وإرهاب السكان الآمنين هو أمرٌ مرفوض بغض النظر عن العرق والجنس والدين، فهي تعاليم انسانية نادت بها كل المنظمات الانسانية حول العالم، لقد تحدث جلالة الملك من خلال خطابه في قمة القاهرة بضمير الأمة، فأوصل مشاعر الجميع اتجاه ما يحدث، وشدّد أيضاً على انّه لا يمكن أنْ يكون هناك حل وسط الحرب والدمار، وأنّ العودة إلى السلام هو الحل الوحيد لإيقاف دوامة العنف التي تجري، والتي إذا ما استمرت فإنّها سوف تَسُوق الجميع إلى الهاوية وإلى نهايةً لا يُحمد عقباها .
فشكراً جلالة الملك لأنك بحديثك هذا وخاصة عندما اخترت التحدّث باللغة الانجليزية تكون قد أوصلت صوتنا وصوت الأُمة وما يجول بضمائرنا إلى العالم وبمختلف أطيافه ومستوياته، حتى لا تكون هناك حُجّة لأحد وعلى مستوى العالم بأنّه لم يَسمع بحقيقة ما يجري في قطاع غزة من قتلٍ وترويعٍ للمدنيين من الأطفال والنساء، وقطعٍ للإمدادات الانسانية التي تدعو لها كل المنظمات الانسانية حول العالم .
أخيراً فإنّنا نأمل أنْ يكون هناك من يسمع ليتأكد من حقيقة ما تم تشخيصه من جلالة الملك عبد الله الثاني والذي كان قد حذّر من حدوثه مراراً وتكراراً، فكلام جلالة الملك كان بمثابة صوت الحق والعقل والضمير معاً .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد