رسالة الى دولة الرئيس ميقاتي

mainThumb

06-11-2023 10:49 PM

صراحة لا اعلم من أين وكيف أبدأ، فهنالك أخبار يحتار المرء في تفسيرها، وهذه واحدة من تلك الاخبار التي تحتاج الي تفسير ، فقد أعلن أمس دولة السيد نجيب ميقاتي القائم بأعمال الحكومة اللبنانية نيته التوجه الى محكمة الجنايات الدولية للتقدم بشكوى ضد حكومة الاحتلال لإقدامها على قتل أربعة مواطنين لبنانين مدنيين ، في ظاهر الأمر لا غرابة في ذلك فهو حق مشروع وعلى المجرم أن ينال عقابه ، ولكن لو نظرنا الى المشتكى علية و الى الحكم و الى التوقيت سنجد أن جهود السيد ميقاتي محكوم عليها بالفشل قبل ان تبدأ ، وانه من المستغرب قيامة بذلك
ففي التوقيت الذي يقدم فيه على الشكوى يقوم نفس المشتكى علية "دولة الاحتلال" بارتكاب كل ما يمكنه ان يكون مخالفا لما يسمى "القانون الدولي " في غزة، فهم في آن واحد يقومون جهارا نهارا وبالجملة بكل من التهجير القسري وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الابادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي وجرائم استخدام أسلحة محرمة دوليا وجرائم استهداف المنشآت الإنسانية والصحية، وجرائم استهداف الصحافيين وجرائم العقاب الجماعي.. حتى وان هنالك جرائم متعلقة بالبيئة والشجر والحجر لا أذكر اسمائها قد ثبتت على الكيان المحتل، إضافة لجريمة الاحتلال الملتصقة به منذ أكثر من خمس وسبعون عاما مضافا اليها العديد من الجرائم المماثلة سبق وان ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعب اللبناني والسوري والمصري وشعوب المنطقة جمعاء ولم تحرك المحكمة الموقرة ساكنا
وعلاوة على ذلك فدولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل "القرارات الدولية" المتخذة بحقها منذ عقود ومنها ما يتعلق باحتلال أراض في دولة السيد ميقاتي، وبعد ذلك وبهذا التوقيت أيضا يشرع السيد ميقاتي بالتقدم بشكوى لقتلهم أربعة اشخاص!!! لا أصدق ذلك ... وهذا ليس انتقاص من قدر الأربعة رحمهم الله ولكنها مفارقة تحتاج الى تفكير، الا ترى أنهم قاموا ويقومون بكل تلك الجرائم بالجملة دون حسيب ولا رقيب؟ ماذا تنتظر من المحكمة الدولية؟ اتنتظر منها ان تجرم قادة الاحتلال بقتل أربعة مدنيين أبرياء في لبنان في الوقت الذي لم تستطع ان تدين مجرد ادانة كل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها وتصر وتعلن انها ماضية بارتكاب المزيد منها في غزة
اسمحلي دولة القائم بالأعمال ان اطرح عليك بعض الأسئلة:
هل تعلم يا سيدي أن عدد الأبرياء المدنيين الذين استشهدوا في غزة الى لحظة كتابتي لهذه الكلمات " لان القتل الان يحسب بالدقيقة واجزائها " بلغ عشرة الالاف؟ هل تعلم يا سيدي بأن عدد الجرحى جراء جرائم الاحتلال في غزة بلغ حتى هذه اللحظة ثلاثون الفا؟ الاقواس "لنفس السبب أيضا" هل تعلم يا سيدي بأن أكثر من ستون بالمئة من المنازل والبنية التحتية لغزة قد تدمر بشكل كامل كما فعل الاحتلال تماما في بيروت أكثر من مرة؟ هل تعلم بأن عدد المهجرين قسرا في غزة بلغ حتى اللحظة ما يقرب من مليون ونصف المليون انسان؟ هل تعلم يا سيد ميقاتي بأن الاحتلال يقصف الان المساجد والكنائس والمستشفيات والمنازل والأشجار والحيوانات في غزة؟ أظن ذلك حدث سابقا في بيروت أيضا!!! هل تعلم وهل تعلم؟!!!! عذرا سيدي هي تذكرة وعبرة لنا ولكم ليس الا وكما قال شوقي نصحت ونحن مختلفون دارا ولكن كلنا في الهم شرق، هذا وان صح الخبر "حيث إنني لا أزال اشك في ذلك" بنيتكم فعلا التوجه الى المحكمة الدولية فارجوا من حضرتكم تذكيرهم بالمجازر التي قاموا بها في لبنان وانت أخبر بها منا في جملة ما ستخبرهم به.
ولا أفشى سرا حين أقول للجميع بان التشبث بما يسمى القانون الدولي الى الان أصبح ضربا من الجنون، وان فكرة التوجه الى الحكم الذي هو الخصم في آن معا لن يكون الا مضيعة للوقت، الم يئن لنا أن نعلم ان كل من المحكمة الدولية ومجلس حقوق الانسان ومجلس الأمن ........ الخ وعدد ما شئت من الهيئات الدولية ليست الا أداة من أدوات التخدير؟ وأنها قد صممت خصيصا كورقة لتضيع الحقوق لا لاستردادها؟ ام ان كما نقول شعبيا " قلة الحيلة " هي ما تدفعنا للتوجه لهذه "الهيئات "؟





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد