حرب غزة: دور أمريكي ورضا عربي يؤخر الحسم

mainThumb

09-11-2023 01:25 AM

دخلت غزة أتون الحرب المشتعلة في المنطقة التي تقف وراءها قوى إقليمية ودولية، بما يخدم الأجندات المرسومة مسبقاً والمعدة في مطابخ السياسة الصهيوأمريكية وبعض الدول العربية التي ترى في غزة أرض خصبة لتحقيق أهدافها، هذه الدول تريد تسيير أمور غزة حسب رؤيتها الخاصة والعبث بمصيرها ، وهذا ما لن يتحقق، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدر غزة ولم يدركوا مكانتها الإقليمية والدولية، التي تحرق كل من يريد الإقتراب منها.

فالصمود الذي حققته غزة، زاد من وتيرة وحجم التآمر، وزاد معه الدعم الخارجي الذي أصبح في حقيقته أمام أمر واقع لا يمكن الخروج منه، فإما أن يستمر دعمه للمؤامرة أو أن يسلك طريقا آخر، فقرر التآمر بكل وسائله وأدواته معلنا إن دعمه من أجل إسقاط غزة سيستمر.

إن الضرب من حديد هو صفة الشجعان خاصة في لحظات القتال والمواجهة، وعندما تعلق الأمر بمستقبل الشعب والأمة نهض رجال المقاومة الفلسطينية كقوة من حديد لضرب كل من سلب أرضاً وشاع فساداً ولبس الدين لتحقيق مصالحه، وكم نسعد حين نرى رجلاً يمسك سلاحاً ليدافع عن كرامة شعب وحضارة بلد ضد الاحتلال الاسرائيلي ليعيد لغزة هيبتها.

وإنطلاقاً من ذلك يتحمل رجال المقاومة الفلسطينية مسؤولياتهم لحماية غزة، وتحصينها من الإرهاب، ويقومون بكل ما من شأنهم أن يجعلوا فلسطين قوية وعزيزة وعصية على كل التهديدات والأخطار التي تواجهها، فالمحاولات الخائبة التي يقوم بها الأعداء لن تنجح في المقاومة عن أداء واجباتها لغاية تحرير آخر شبر من أرض فلسطين، وأن الشعب مستعد لأن يوفر له كل مقومات إستمراره، كونها هي أملنا في تحقيق الأمن والإستقرار.

فالمشهد الذي تشهده غزة يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الصهيو أمريكي "الشرق أوسط الجديد" يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب غزة، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية داخل غزة في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع سحق المقاومة قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة .

إذاً غزة، هي هدف إسرائيل وحلفاؤها في إعادة رسم خارطة المنطقة في طبعتها الجديدة، وبالمقابل تركت معظم الدول العربية تحالفها مع غزة وإنتقلت لمعسكر المواجهة مع فلسطين، بل قدمت أراضيها لطائرات الولايات المتحدة لضرب فلسطين، وفي الوقت نفسه ترتبط بعلاقات عسكرية واقتصادية مع إسرائيل، في هذا الإطار يمكنني القول إن الدور العربي حاسم في التأثير على الأحداث في غزة، وتجاهله يعني حُكماً المساهمة في إطالة عمر الأزمة والحرب، ولا شك أنّ عدم وجود رؤية واضحة وموحّدة عربياً يساهم بدوره في إطالة النزاع والصراع في فلسطين.

وفي إطار ذلك ينبغي علينا أن لا ننخدع بالتصريحات سواء من الإدارة الأمريكية أو حلفاؤها بالمنطقة، لأن الاستراتيجية الغربية مازالت قائمة وإنما قد يتغير التكتيك، فالذي يحدث في غزة هو تهديد مباشر لأمن المنطقة، لذلك ينبغي معه مزيد من التضامن والتوحد بين أبناء الوطن الواحد لمجابهة الهجمة على بلدنا فلسطين والالتفاف حولها وهي تخوض حرب حقيقية ضد الإرهاب الذي يهدد حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأكملها.

أختم بالقول... إن غزة ستستعيد عافيتها وعزتها وكرامتها شاء من شاء وأبى من أبى ، فالضرب من حديد قادم لا محال، وسيسحق كل المتآمرين بغض النظر عن من يقف وراءهم وسيلاقون مصيرهم المحتوم، وإن غزة كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي والحضن الكبير للمقاومة وستنتصر لأبنائها في سورية واليمن والعراق وليبيا..و...

وبإختصار شديد يمكن القول إن غزة لن تنكسر لأن فيها رائحة الشهداء وعبقهم يتنفسه أهلها كل صباح، ولن تهزم لأن فيها رجال أبطال يرفضون الخيانة والتفريط ......هذه هي غزة وهذه هي ثقافة شعيها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد