مثلَ الفِيَلة .. يوهمنا الحبل الذي في أقدامنا
يُحكى أنّ: (أحَدَ مدرّبي السيرك كان يُسيِّرُ الفِيَلة، فتوقف رجل آخر ينظر مستغربًا من حقيقة أنّ هذه المخلوقات الضخمة تسير بحبل صغير يُلَف حول قدمها الأمامية، فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص. وكان من الواضح أن الفيل يستطيع وفي أي وقت، أن يتحرر من قيده، ولكن لسبب ما لم يفعل ذلك.
توقف الرجل وسأل المدرب: لِمَ تقف هذه الحيوانات مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟ فرد المدرب: «عندما كان الفِيَلَةُ صغارًا جدًا استُخدم لهم نفس حجمِ القيد الحاليّ، وكبروا وهم يعتقدون أنّ الحبل لا يزال يضبطهم، لدرجة أنّهم لا يحاولون أبدًا تحرير أنفسهم»).
مثلَ الفيلة، تخوض الشعوب المُستهلِكة (والمُستهلَكة في الآنِ نفسه) الحياةَ بقناعةٍ مفادها أنّنا لا نستطيع أن نفعل شيئًا كي نتحرر من تبعيتنا للغرب. اعتدنا وجود الحبل في أقدامنا، ولا أحد منّا يفكر أنّ ذلك القيدَ واهنٌ و ضعيف، وأنّنا.. فيلة. لقد أنستنا التبعية "هُمّا مين وإحنا مين"، وانشغلنا بتزيين فزّاعتهم في عقولنا حتى صرنا نخافُ ظلّ الفزّاعة، وننسى أنّنا نحن من صَنَعها، وحشوناها بقشٍ سيحترق عند أول اشتعال لكبريت "المُقاومة".
الحقيقةُ أنّ الحبل القصير في قدم الفيل ليس إلا فكرةً في رأسه. تمامًا كما أنّ القبّة الحديدية التي يتباهى بها الاحتلال الصهيونيّ ليست إلّا وهمًا انهارَ أمامَ "صواريخ المقاومة" بدائيّة الصنع، منذ يوم السّبت العظيم، والأحداث التي تلته، فنستنتج أنّ القبة الحديدية التي يجب أن نخشاها حقًا، وللكيان الإسرائيليّ أن يفخر بها، هي الأنظمة العربيّة الحاكمة؛ هذه الأنظمة المُتواطئة هي خط دفاعِهم الفعليّ.
يوهمنا الحبل الذي في أقدامنا أنّنا لا شيء، وأنّ اتحادنا لنْ يُجدي نفعًا، وأنّ ما يُفرّقنا أكثر مما يجمعُنا، وأنّ إرادتنا كشعوبٍ لا تُساوي شيئًا. يوهمنا الحبلُ أنّ مفاهيمنا عن الحرية والعدالة والكرامة والإنسانية لاشيءَ سوى ما قرّرته الحضارة الغربيّة. يوهِمنا أنّ ثقافتنا "فلكلور"، وأنّ علينا اتباعُ ثقافة دخيلةٍ علينا حتّى نواكب العصر. فالمُستعمر والمحتل يعلمان جيدًا أنّ «الثقافة تشكل الجبهة الخلفية و العمق الحقيقي لقدرة أي شعب على الصمود و الاستمرار»، وأقتبس من عبد الرحمان منيف. وتحديدًا كتابُهُ: "بين الثقافة والسّياسة"، الذي أعود لقراءته مرّات كثيرة، وأتساءل في كل مرة: هل كان منيف مُنجّمًا ومتنبئًا بما ستؤول إليه أوضاع "الأمّة" العربية؟ أم أنّنا نحنُ مَن لازلنا على نفس الحال منذ سنوات بل ونتراجع للخلف عوض أنْ نتقدم للأمام؟
لهذه الدرجة زُرعت فكرة الحبلِ في عقولنا، وبتنا لا نستطيع أنْ نتخيّل أننا من الممكن أنْ نسير دون حبلٍ يكبّل أقدامنا أو أن ننظر لمُسيّر الفيلة ونستوعب أنّ حجمنا أكبر بكثيرٍ من حجمه، وأننا نستطيع التخلص منه بركلة قدم.
نظام جديد يمنع إغلاق الأجواء الأردنية .. تعّرف
إلغاء وتعليق رحلات إلى الأردن والمنطقة .. تفاصيل
شابة إسرائيلية تتعرى بالطريق احتجاجاً على الحرب .. فيديو
الليمون يسجل أعلى سعر في السوق المركزي الإثنين
المجالي إلى التقاعد والخصاونة أميناً عاماً للدستورية
إذا ضُرب ديمونا .. كيف سيتأثر الأردن
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الأردني
رحيل أربعة من رجال الأمن العام
ساكب تُفجَع بوفاة الشاب محمد أبو ستة في أميركا .. تفاصيل
أردنيون يتلقون رسائل تحذيرية على هواتفهم من الجبهة الإسرائيلية
ليلى عبد اللطيف: اختفاء منطقة عن الخارطة ومشاهد مفزعة
وظائف شاغرة ومقابلات شخصية .. أسماء وتفاصيل
الإدارية النيابية توصي بإلغاء الشروط التقديرية وتعزيز الكفاءة