صحيفة السوسنة الأردنية

أصدقاءُ ما يسمّى بدولة "اسرائيل"، التي صُنِعت ظلمًا وكذبًا فوقَ أرض فلسطين العربية، كُثر، والزاحفون وراءها أكثر، والمهرولون من العرب لم يخجلوا بالعلنية في ذلك، وأعلنوها صراحة، رغم تلطخ هذا الكيان بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ..
اليوم، ولأوّل مرة في حياة الكثير ممن يعيشون على هذا الكوكب، يشاهدون مجازر في بثٍّ مباشر، فاقت كل التوقعات وتجاوزت كلّ الأخلاق والقيم الإنسانية والمعاهدات والمواثيق الدولية، وداست على الضمير الإنسانيّ برمّته، ...مجازر هذا الكيانِ العبثيّ الإجرامي، تجاوزت في اليوم الواحد، العشرينَ مجزرة، فبدأت بحملة إبادة لسكان قطاع غزة دون تفرقة بين طفل وسيدة وشيخ ومريض، هذا الكيان أدخل جنوده إلى المستشفيات، وأجهزوا على الجرحى، وقتلوا الرضّع، وأطفال الخداج!!. هذه الجرائم لم تعد سرًا، ولم تعد مخفيةً، أو يختلف عليها أحد، جرائم ترتكب في بث مباشر يراها العالم بكلّ أريحية.
عدوانٌ بربريّ.. وحشي كشف المقرّبين المُزيّفين.. الذين طالما ما تبجحوا بالدفاع عن المسلمين والمقدسات، عدوان كشف المتخاذلين مع هذا العدو الذي يرى في قتل الأطفال "تقربًا إلى الله" حسبَ فتاوى حاخامته.. إنه كيان إرهابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
نتساءل هنا، ألم تهتزّ ضمائر المهرولين وراء هذا الكيان اللقيط لمشاهد القتلى من الأطفال، ألم يهتز الضّمير الإنساني لدى هذه الزُّمرة المتخاذِلة من هذا الكم الهائل لضحايا هذا العدوان ..لماذا لا يساهم هؤلاء في الضّغط على "صديقهم الصّهيونيّ"، في وقف ذبح الأطفال، ألم تهتز مشاعرهم بعد؟ وهل ستهتزّ أصلًا؟