مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي

mainThumb

01-01-2024 04:02 PM

نحن في زمن السرعة والتطور، نعيش في حضارة لم يكن لها مثيل في السابق، انه لشيء عجيب، فالبعيد صار قريب، وعدد المنصات رهيب، فهناك تواصل، تبادل، تفاعل على مدار الوقت.
في ظل هذا التطور ظهرت مجموعة من الناس تحت مُسمّى "مؤثرين أو مشاهير"، يمشون على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، يبحثون عن الشهرة والأضواء والمال بطرق شتى حتى لو كانت مُحرّمة.
لاحظنا في الآونة الأخيرة أن هؤلاء الاشخاص قد سيطروا على عقول الكثير من المجتمع، رغم التباين على الصعيد الاخلاقي والديني والعلمي، فكيف لنا ان تقبلهم رغم معرفتنا بضآلة ما يقدمونه على مختلف الصعد والمستويات؟.
ما يزعجني تعامل المجتمع مع هذه الفئة فنحن بمتابعتنا لهم جعلنا لهم قيمة وتشجيع ليفعلوا المزيد، فأصبح اصحاب الشركات والمحلات والعقارات تتعامل معهم ترويجاً لمصالحهم طلباً للرزق، اصبح أكل ولبس وسيارات هؤلاء المؤثرين بأقل الأثمان وأحياناً بالمجان مقابل الترويج.
نحن دفعنا وسندفع ثمن تشجيعنا لمتابعة هؤلاء.
نعم أنهم مؤثرين لكن أثَّروا فينا سلباً، لقد رأينا التلوث والتسمم وصل الى عقول اطفالنا وشبابنا، وهذا تأثيرهم السلبي علينا، اصبحنا نرى فتيات لم تصل الى سن البلوغ تتمنى ترك العلم والدراسة والتوجه لفتح حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: (التيك توك، انستغرام...إلخ) يعتقدن انه يوفر لهن المال والشهرة وتحقيق الأحلام أفضل من العلم والدراسة، وكذلك عندما نرى موظفاً أو عاملاً بسيطاً يخرج من بيته في الصباح الباكر ويعود ليلا حيث انه لم يرَ ضوء الشمس في هذا اليوم، كان ثمن تعبه في هذا اليوم لا يتجاوز عشرة دنانير، وعندما يفتح هاتفه يجد احد المؤثرين يتناول ما لذ وطاب من الطعام في أفخم المطاعم مجاناً ويتقاضى مبلغاً من المال دعماً له.
كيف اصف لكم نفسية هذا العامل عندما يرى الحق باطلاً والباطل أصبح حقاً، كذلك كيف ستكون نفسية هذا العامل عندما يرى ان من تنازل عن مبادئه ودينه ليس له دور فعّال في المجتمع يقدم له التقدير والاحترام، وفي هذا المجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يُصدّق فيها الكاذب ويُكذّبُ فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟، قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).

كيف سنتخلص من هذه الظاهرة؟
الحل سهل وبسيط وبأيدي الناس، فقط كل ما على الناس عدم متابعتها والتأثر بهم، فهم تنازلوا عن مبادئهم وقيمهم وخالفوا أمر الله وسعوا لتغيير احكام دينية مثل قضية الحجاب، الطلاق، المساكنة..) وطغوا على عقول اطفالنا وشبابنا، كل ما علينا ان نسلك طريق العلم والعلماء ونقدم الوعي والارشاد وسلك طريق الحق.
كل شخص منا يمكن ان يكون مؤثر بطريقته الايجابية، طريق قراءة الكتب والتخفيف من استعمال الهاتف وعدم تصديق كل ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد