اين نحن ألآن

mainThumb

10-02-2024 07:31 PM

نسمع العديد من الناس هذه الايام يتكلموا بل يستخدموا كلمات والفاظ من لغات غير العربية حتى في تعليقهم على الاحداث التي تدور حولنا، ولقلة ما يعرف الكثير منا من مفاهيم العصر الحديثة والمتعددة الجوانب والمصادر فانهم يقبلوا ما يقال ، ومع الزمن يكتشفوا انهم اصبحوا اتباع فكرة او جماعات يختلفوا معهم في الاصول او فيما يجب عليهم التفكير به او اتباعه ، مع ان هذا لا يعني ابدا توجيه بالابتعاد عن العلوم او الابداعات الاتية من الخارج ، لان الحياة لا تسير الا هكذا ، فالتعلم متطلب حياتي ، وطلب العلم فريضة ولا بد من اقتفاءه وحتى لو ادى ذلك لبعض التغيير الذي يزيد من المسيرة وضوحا وقوة ، اذ لا بد من التغيير احيانا لتتوائم الحياة مع العصر ، الا ان ذلك لا بد ان يكون بمراقبة شديدة وابحاث وموافقات ممن هم منا ورضينا نحن بهم من خلال قناعاتنا بقدرتهم على فعل ذلك .
خذ مثلا ان القران الكريم نزل على رجل امي وكان عمره في الاربعينات ولم تكن لديه اية خبرة في اي عمل معقد ولا في اي تطبيق لاي علم من العلوم الا ان ذلك الامي تفوق على علماء وعظماء عصره ومن سبقه ومن سياتي بعده، فاستطاع ان ينقل للناس متطلبات السماء بجدارة ، وحمل ونقل الرسالة التي تجمع كل المعتقدات والتشريعات التي كانت في كل الارض قبل وجوده ، وحمل ارادة الخالق للناس والاشياء في دين واحد وتشريع سماوي واحد هو الاسلام ، واصبحت كل العقائد منتشرة في الارض يمينا ويسارا كلها ضمن الاسلام ، وحملها للناس كما نزلت من السماء محمد الامي رسول الله ، بدأ وحيدا في هذا المضمار واصبح اتباعه واتباع الفكر الذي احسن نقله يزيدون على مليارين من البشر خلال الف واربعماية سنه او حتى اقل قليلا من تلك الفترة الزمنيه واصبح ذلك الدين هو الاشمل والاكثر انتشارا واتباعا ، وطبعا ذلك التمدد والانتشار يحسب مع الاخذ بعين الاعتبار كل الاوضاع والظروف التي مر بها ذلك الفكر عبر التاريخ.
جاء القران باللغة العربية التي كانت محكية في ذلك العصر اكثر منها مكتوبة ، فالكتابة كانت مقصورة على البعض وليس على كل الناس ، وكانت الاحرف التي تشكل الكلمات في حينه تكتب مثلا بلا نقط ، فالقاف والفاء والعين والغين والتاء والثاء تكتب بنفس الطريقة الا ان للقران قيمة مثلى واحترام يفوق كل احترام بين الناس منذ بداية نزوله حتى اليوم ، بالرغم من تبدل طرق الكتابة وتحولها مع الزمن فقد بقيت كلماته ثابتة هي مصدر القوة وهي الجاذبة للمتحدثين بالعربية ، كانوا عربا او المعتنقين للاسلام من غير العرب.
وبرغم تلك الامتيازات للكثير من ابنائنا المتحدثين بالعربية اصلا ، فان مراقب الاحداث والاحوال في بلاد العرب يجد ان الكثير منهم يعرف ما لا يجب ويترك ما يجب معرفته ، بالرغم من ان لديه من سعة الوقت ما يمكنه الامتداد في المعرفة والفهم لاكثر كثيرا مما هو فيه ، انهم يعرفون من غلب من في كرة القدم مثلا في المسابقة التي اقيمت في اوروبا قبل اكثر من سنة ، وانهم يتقنون استعمال التلفون اكثر من استعمال الورق للكتابة ، وهم يعرفون بل ويفضلون استخدام بعض الكلمات او حتى الاشارات المستخدمة عند غير العرب ويبتعدوا عن العربية ، لانهم سيوصفون بالجهل وربما سوء التربية ان هم استخدموا العربية في محادثاتهم .
الا ان ارادة الله تغير الاشياء والاحداث بحسب ارادته جل وعلا ، فالله هو من اوجد ذلك التاريخ وهذا الواقع ، واوجد بيننا العديد من العلماء الذين يجدر بابنائنا ومعلمينا وواضعي مناهج الدراسة والتدريس في بلادنا ان يذكروهم بل يسألوا الطلاب عنهم في امتحاناتهم ويتاكدوا من ان الاجيال الموجودة تعرف ما يجب معرفته عنهم وعن العلوم التي ينقلونها ، لكي تمتد قيمة الامة وقيمة علومها وابناءها ، ولكي تستمر المعرفة والفهم بين الناس بنفس الكيفية والقدرة على الابداع التي بقيت لدينا وامتدت في كل بقاع الارض.
ولان المسلمين وعلى رأسهم العرب اصبحوا ضعفاء بالرغم من قوة الاسلام الذي يدينون به الا انهم ينظرون الى عظمة الغرب هذه الايام ويتمثلوا بها ولا يعرفون ان البناة الحقيقيين لاوروبا ولعلومها وممالكها لاجدادهم فيها نصيب ، وان الذين اكتشفوا امريكا شمالها وجنوبها اتوا من دولة عمان العربية مثلا والتي كانت ممتدة من جنوب اسيا الى شرق افريقيا ، وهم الذين وجهوا السيد كولمبوس ليكتشفها ويسجل ذلك الاكتشاف باسمه ونعلم اولادنا في المدارس بهذه المعلومة ويتناسوا اصل الموضوع وتاريخه.
الم يرى المسلمين وخصوصا العرب قوة معتقدهم وتاثيره فيما يدور الان مثلا في غزة ؟ ليتهم يروا .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد