كنا نجهل .. صرنا نعرف .. ليتنا نفهم ما صبحنا نعرف

mainThumb

12-02-2024 06:50 PM

منذ 1917 ونحن لا نعرف ما الذي يجري في بلاد المسلمين ، ومنذ 1947 ونحن لم نعرف ماذا ولماذا يجري الذي يجري في فلسطين ، وفي عام 1952 اعتقدنا ان اوطاننا تتحرك للامام ، وجاء عام 1967 وكبرنا قليلا واعتقدنا باننا اصبحنا نملك زمام التاثير من خلال الململة في نوم السياسة ، فنفتح عين في اليمن ونفتح الاخرى في مصر ، وبدأنا نعتقد انها بداية الصحوة , وبقينا في حالة مستمرة من الململة حتى عام 1973 ثم نمنا مرة اخرى.
الا اننا بقينا مستمعين للراديو او مشاهدين للتلفزيون تلك التي اصبحنا نعتقد اننا نعي ما يدور حولنا فيها وبقينا ننخرط في الخراريف عن احداث تدور هنا وهناك ، سواء في افغانستان او في رومانيا او حتى في كوبا ، قبلنا الاستمرار في الاستماع او المشاهدة لان الامور اصبحت مسلية ، دول كبرى تتفرط كالاتحاد السوفييتي ودول اخرى تتجمع في مجموعات متلاصقة كالاتحاد الافريقي ، ومواضيع على مستوى اوسع مثل مباريات كرة القدم بين فرق لم يكن مهما كيف تكونت وكيف تجمعت في فريق واحد ، لكن الحدث اصبح على مستوى العالم.
ويبدو ان هناك متغيرات عديدة بدأت حولنا تتحرك في اماكن متعددة في الدنيا منذ نهاية القرن العشرين .. فقد بدأت تلك المرحلة باعتداء عجيب على مدينة نيويورك في امريكا وباستخدام الطائرات المدنية وكان ذلك من امريكا على امريكا وفي امريكا نفسها ، ثم تبعها اعتداء اتي من الغرب للشرق وبالتحديد من امريكا الى العراق ادى طبعا لاكثر من خراب في العراق وحولها ، اذ ان هناك فرق كبير بين عدوان بطائرات مدنية على بروج سكنية وعدوان معفد بكل الاسلحة على العراق من حيث الخراب والتدمير والقتل والدليل على ذلك انه حتى الرئيس العراقي تمت محاكمته واعدم.
يبدو ان تلك الاحداث والاصوات الناتجة عنها القت بعنصر الصحوة على العديد من الناس حول العالم ومنها البعض في بلاد العرب ، فرأينا في التلفاز ان احد الصحفيين العراقيين القى بحذائه على رجل كان رئيسا لامريكا في مرحلة سابقة بل عندما كانت معركة احتلال العراق قائمة ، حيث كان هو رئيس لامريكا حينها.
نفس ذلك الرئيس عندما ساله احد الصحفيين العرب عن سبب مساعدتهم ونصرتهم الكبيرة لاسرائيل منذ نشأت قال ( تعلمنا في عقيدتنا انه يجب ان نساعدهم ليكونوا دولة قوية الى ان ينزل عيسى عليه الاسلام في هارماجدو وينهيهم تماما .. قال بان ذلك معتقد عقائدي لنا ولهم ) وقال يومها ذلك الرئيس السابق لامريكا بان هذا معتقد عندنا ان عيسى عليه السلام لا ينزل من السماء لينتقم منهم الا اذا كانوا اقوياء وكان لهم دولة قوية.
وها هي غزة ، تشتعل لتحرق في مسيرتها للامام الاخضر واليابس . ولعل السبب وراء ذلك ان الاحداث التى مرت بمنطقتنا منذ عام 1917 مرت كلها بدون استثناء بغزة ، وربما ايضا لان اسمها غزة هاشم اي انها مشاركة للاحداث بشكل مباشر ربما من ايام الملك شمشون الجبار وقصته مع دليله ، المرأة الغزاوية التي جزت شعره، او منذ بداية الايام التي سبقت نزول الوحي على محمد عليه السلام بن عبد الله بن ابو طالب ابن هاشم . او بعد ان ولد وعاش بها الشافعي او بعد ان انتمى اليها البخاري رحمه الله ، تلك احداث مرت الا انها نت خلال انها رسمت صورا واضحة في تاريخنا وجغرافيتنا ولغتنا العربية وفي ديننا.
فتحنا اعيننا قبل اربعة اشهر على صور مذهلة في طريقنا ، طريقنا اصبح مضاء ، مسيرتنا اصبحت محددة وهدفنا مسحت عنه الغبار وعاد مرة اخرى ليحدد لنا اصول العلاقة بين الفكر والاسلوب والنتيجه. وتعلمنا بان الاصل هو ان نعرف ماذا نريد لنتحرك على هذا الاساس . فان كان الهدف ساميا فلا يهم كم ندفع او كيف نسير لتحقيقه ، فالهدف هو ان نعيش في القادم من اوضاعنا حياة سعيدة غامرة هانئه وبدون خوف او وجل من الموت .
عرفنا ذلك وحفظناه كثيرا , واصبح الهدف هو نعبرعن ما عرفنا بالشكل الذي يوصلن للحياة الكريمة الهانئه ...حيث ان الفهم هو التعبير عن المعرفة .








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد