نعومة حزب الله واحراج نتنياهو

نعومة حزب الله واحراج نتنياهو

07-12-2025 07:21 PM

لم تشغل ضربات اسرائيل على لبنان برغم تدميرها للدولة كسلطة فوق تدميرها لاتفاق وقف النار وخسائر الارواح والاموال بال اللبنانيين كما اشغلهم امر تعيين سفير سابق كرئيس لوفد لبنان في لجنة " الميكانيزم " باعتباره نقلة نوعية تشكلت بفعل المفاجأة المدوية لنتنياهو التي حطمت قوته بفعل الاحراج الكبير جدا الذي وقع فيه ـ كما يرى جانب كبير في السياسة اللبنانية بالطبع ـ خاصة بعد هجوم عبقريات قيادة السياسة التي قررت ادخال عنصر مدني في مسألة كانت يجب ان تحل عسكريا في خطوة اعتبرها حزب الله سقطة اخرى.
وبين مطبل او مبارك بتولية امر من هذا الحجم لشخص يدافع هو عنه باعتباره مستقلا غير تابع لجهة ما ـ وفقا لرأيه ـ وآخر محتج على استحياء بطريقة عدم الرفض مع ابداء ما يلزم الموقف من ابداء عدم الارتياح مضافا الى الوصفة تسليما او تأكيدا لتوكيل اخ اكبر يتولى او تولى فعلا قبول ما سيكون ، حتى عند تعيين هذا الشخص وقبل توصله ـ المعول عليه كثيرا ـ الى اتفاق يعيد اسرائيل الى رشدها وبل وحجمها الصغير جدا والضعيف الى الحد الذي يقابله ضخامة افكار المواجهة ، بغض النظر عن قوميتها او مقاومتها او غير ذلك والتي كنا ولازلنا نسمع عنها منذ عقود؛ غير أننا لم نلمس منها الا ما هو عليه الحال الأن .
اما بالنسبة لعبقريات السياسة اللبنانية التي ارادت بما فعلت الهروب او التواري عن ازمة سحب سلاح حزب الله بحيث تنجب لها هذه الفكرة طفلا يستطيع الصراخ الذي يجلب عطف المجتمع الدولي ؛ بما يكفل الضغط على الولايات المتحدة بحيث تمنع اسرائيل من التقدم اكثر من ذلك في مسيرة الاستهداف والتهديدات المتتالية ، التي ركبت حصان اعادة تموضع حزب الله ، واسترداده جزءا من قوته التي لا تنفصل عن فكرة الابتعاد الإسرائيلي عن حرب لا يريدها فعلا ، لكنه مجبر عليها ؛ لهذا وجهت التهديدات الى المليشيات العراقية التابعة لإيران بعدم التدخل في حال حصول حرب ضد حزب الله ؛ الامر الذي رأى فيه ساسة لبنان خطرا يجب التحرك ضده ، لكن باتجاه موارب ، يعطي فرصة لتقديم مطالب جديدة قبل وصول ساعة صفر إسرائيل حدّها .
اما بالنسبة لطرف التعقل والخجل والتأدب غير اللائق ، غير اللازم ، غير المجدي ، الذي اتبعه حزب الله وأرفقه مرة اخرى بتسليم رقبته الى من يحتاج عونا مثله ، معتقدا في سعيه هذا اصطفافا موازيا لصف السلطة بمختلف مكوناتها لا مضادا لها ، بحيث تستطيع نعومته هذه مع لزوجة موقف نبيه بري " الاخ الاكبر " الذي انهكه الزمن والمصاب وبات عاجزا تفكيك قبضة اسرائيل ـ بفعل تزحلق قدرتها على الإمساك ـ ومن خلفها الولايات المتحدة ومبعوثيها الذين وجدوا في لبنان مساحة لإلقاء الخطابات واطلاق السخريات وتوجيه الاهانات ، وما يمكننا قوله حول تصريحات امين عام حزب الله الاخيرة انها ضربات حول الحافر لا عليه باعتبار ان المسمار لم يوجد بعد .
وعند الوقوف في جانب المباركين لتعيين هذا المسؤول المدني الذي كان سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة ؛ وأن علامته المائزة هي رفضه للوجود السوري في لبنان في تلك الفترة ، فلا نملك الا الثورة في وجه من يريد اقناعنا بان شخصا كهذا ليس تابعا او محسوبا على جهة ما ، يريد هؤلاء ترديد كلمات النزاهة والقدرة والكفاءة والسيرة العملية ، وغيرها من الأكاذيب التي تستعمل في بلادنا من قبل المتحكمين لإقناع المحرومين بان حرمانهم كان قدرا صنعته ظروفهم التي رتبتها السماء في سبيل تأكيد نزاهة هذه الفئة المتحكمة ، علاوة على صعوبة بل استحالة هضم فكرة معارضة النظام السوري في اوجه من قبل شخص مستقل كما يراه هؤلاء ، كما يريد هؤلاء تأكيد نزاهة العملية برمتها التي يجب ان لا نخشى معها من تنازلات كبيرة او صغيرة ، يكفيني هنا ان اقول ان بلاد مثل هذه يعين فيها رئيس واعضاء هيئة سياسية او اهم مؤسسة علمية ـ على افتراض انها كذلك ـ من قبل جاهل يرتدي عباءة تحشوها الحشرات.
اخيرا فإننا نشفق على نتنياهو الذي يعاني من شدة الاحراج ؛ لكن ربما احراجه هذا لم يمنعه من تسجيل أهداف مضمونة بالتنازلات التي قدمت سلفا حتى قبل تعيين مسؤول كهذا ، بل ان تعيينه هذا لم يكن سوى تركيب مسحوق تنزلق فوقه عثرات الايام السابقة سيما مع اقتراب المهل المحددة التي ستحرج باستحقاقها كل الأطراف وعلى رأسهم نتنياهو الذي يتوعد بحرب متوجس منها لكنه مجبر عليها ، بهذا يمكن فهم احراج نتنياهو فقط .
الحقيقة ان جميع الأطراف عاجزة عن اي تقدم ، فلا حزب الله استطاع ان يلتف على محاولات تحجيمه ، ولا الدولة اللبنانية تمكنت من انهائه ، ولا اسرائيل استطاعت القضاء على حزب الله ، ولا حزب الله استطاع حسم المعركة معها ، ولا الولايات المتحدة استطاعت تقديم اي تحرك مفيد ، ولو بفعل الضغط العربي النشط بلا فائدة على الساحة اللبنانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

الموازنة تضع النواب أمام مدى قدرتهم على استعادة ثقة الشارع

أبو جزر يستلهم من والدته النازحة بغزة روح الإصرار لقيادة الفدائي

فيتامين C يقلل أضرار الغبار الدقيقة على الرئتين

عشرات المسلحين يسلّمون أنفسهم للأجهزة الأمنية التابعة لحماس

غوغل وآبل تحذران مستخدميهما من تهديد سيبراني عالمي

تراجع معاملات تملك العقارات لغير الأردنيين 13% خلال عشرة أشهر

اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي

104 اجتماعًات للموازنة: جهد برلماني استثنائي .. فهل يكفي لتغيير المسار؟!

الهلال الأحمر الفلسطيني: شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في قلقيلية

تحسن مطري في البادية رغم بقاء المعدلات دون المستوى الموسمي

ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026

إصابة طفل بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي في برقين غرب جنين

أمطار الخير تنعش التفاؤل الزراعي وترفع تخزين السدود

اللجنة الوطنية لشؤون المرأة توصي برفع تمثيل النساء وتجريم العنف

السفير عاهد سويدات يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الجزائري