الكوجيتو الصهيوني
لقد كشفت هذه الحرب على غزة والضفة الغربية حقائق مذهلة عن الإنسان الغربي المعاصر وطبيعته فوق الحيوانية، وإن كان يصر على أنه بات «إله» الكون، وأنه القادر على تسييره حسب مشيئته. كما أنها بينت بالملموس أن الإنسان عدو لـ»أخيه» الإنسان، وأن الدعوى الغربية ذات الأصل اليهودي ـ المسيحي، وهي تتحدث عن «الخطيئة» الأولى (Le péché originel ) لا يمكنها إلا أن تتكرر مع اغتيال قابيل لأخيه، وأن القول إن «الآخرين هم الجحيم» وما شابه هذا من الأقاويل ليس كل ذلك سوى تشريع لخطايا أخرى بدعوى التكفير عن الأولى. لماذا لم تجد كل الشرائع النبيلة، والقوانين التي سنها الإنسان، أو جاءت بها مختلف الأديان، في جعل الإنسان يعمل من أجل السعادة الأبدية للبشرية جمعاء؟ لماذا لم ينجح العقل الإنساني الذي خص به الله بني آدم عن غيره من المخلوقات في توظيفه خدمة للجميع دون تمييز بين الناس؟
إذا كان العقل الغربي يرى أن تاريخ البشرية الحقيقي لم يبدأ إلا مع النهضة الغربية وعصر أنوارها نتساءل ماذا نجم عن هذا العقل؟ لقد صنع التكنولوجيا، وطور العلوم، وحقق أشياء كثيرة لخدمة الإنسان بتطوير أنماط العيش، وجعلها مختلفة عما كانت عليه في العصور السابقة. لكنه في المقابل ساهم في تدمير الطبيعة منذ أن بات يرى أن عليه أن يستغلها. وفي الوقت نفسه عمل على إبادة شعوب وقبائل، واستعمار أمم بدعوى تحضيرها وإعمار أراضيها. وكانت الحرب الأولى والثانية، وكانت التدخلات في شتى أنحاء العالم من أجل فرض تصور العقل الغربي للعالم على العالم، دون احترام «حقوق» الآخر في أن يعيش الآخر وفق تصوره للعالم، ومع ذلك يتشدق بحقوق الإنسان؟
ليس تاريخ البشرية، خصوصا في العصر الحديث، صراعا عن معتقدات، أو بين طبقات، إنه صراع التنافس على من يمارس القتل أكثر من الآخر. إنه تاريخ الصراع من أجل القتل. ويجد العقل الغربي مسوغ ذلك في الكوجيتو الحقيقي: أنا أقتل إذن أنا موجود». وترجمته العملية: «إنني أحيا لأقتلك لأنك مختلف عني». لا يمكن للحياة أن تستمر إلا مع القانون «الطبيعي»: «البقاء للأقوى». أليس هذا المفهوم الأكثر تعبيرا عن الانتقاء الدارويني؟ إنه الكوجيتو الصهيوني رأي العين. تسنده في ذلك الآلة «العظمى» للقوة الأمريكية، والسند «الطبيعي» للعقل الغربي، وتدعمه في ذلك أيضا الأساطير التلمودية، وهي تجسد الحق التاريخي في تأكيد مقولة: «شعب الله المختار» وأن قتل الآخر شريعة ربانية. هجانة تجمع بين «العقل» و»الأسطورة» وتلك هي معضلة التفكير الغربي. إنه علماني حين يحارب الأديان الأخرى، ويهودي ـ مسيحي حين يتصدى للإسلام الذي تم اختزاله في كلمة واحدة هي: الإرهاب. وما الحرب على الشرق الأوسط سوى دليل على ذلك. ولعل في جعل هذا الشرق المختلف عن الغرب بؤرة للصراع الدائم سوى ممارسة للقوة التي هي نقيض الضعف والتفرقة التي يعاني منها هذا الشرق المتخلف.
إن تبرير شريعة القتل الهمجي من خلال هذا الكوجيتو الصهيوني تجد مدلولها في الشعار: إنني أحيا لأقتلك لأنني الأقوى. وما تمارسه الصهيونية، ومعها أمريكا، منذ السابع من أكتوبر سوى دليل على ذلك، ولا داعي للتفاصيل المخزية والفظائع التي بات يعرفها كل من يعيش على الأرض؟ لا يمكن لغير الصهيوني أن يعيش في هذه الأرض الموعودة. ولا يمكن للضعيف أن يكون قويا، وأن يفرض شروطه؟ سنظل نقتل ونمارس القتل أبدا. وإذا لم تنجح في أن تكون قويا، وعاجزا عن أن تكون، ما جدوى حياتك؟ إن البقاء للأقوى، وليذهب الآخرون إلى الجحيم.
(القدس العربي)
وثائق تنشر لأول مرة عن قتلة هند رجب
الكرك .. اجتماع حول مبادرة الحد من تكاليف الأفراح والأتراح
ترامب يهدم جزء من البيت الأبيض لبناء قاعة رقص
برنتفورد يفوز على وست هام بالدوري الإنجليزي
إرهاق الملك .. بين عظيم الإنجازات والعمل الدؤوب
حالة الطقس في المملكة الثلاثاء
وزير الثقافة يتفقد عدة مشاريع في جرش
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
أمريكا .. ترجيحات بانتهاء الإغلاق الحكومي هذا الأسبوع
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب