وكثيرٌ من السؤالِ اشتياقٌ
ها هو أبو الطيب المتنبي، يقول في بيتٍ من أبيات تقطر عذوبة:
نَحْنُ أَدْرَى وقَدْ سَأَلْنَا بنَجْدٍ أَطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أَمْ يَطُولُ؟!
في البيت السابق يبيِّنُ المتنبي أنه أعلمُ بمسافات طريقه، ما انقضى منه، وما بقي. أما استعمالُه الفعلَ «أدرى»، وهو أَفْعَلُ التفضيل من «درى»، فللدّلالة على أنّ السائلَ أدرى بحال الطريق من المسؤول، الذي غيّب الشاعر ذِكرَه، لتأكيد أنه أعلم بالجواب لا من ذاك المسؤول فحسب، بل من غيره أيضاً.
جاء في بعض نُسخ ديوان المتنبّي: «أقصيرٌ طريقنا أم يطول»، لكن رواية ابن جنّي، كانت: «أطويلٌ طريقنا أم يطول»، ومن عرف المتنبي، جَزَمَ بأنَّه لا يقول: أقصيرٌ؟!
ولم ينسَ شاعرُنا ذكرَ سبب سؤاله، مع كونه أدرى بالجواب، في بيته التالي:
وكَثِيرٌ مِنَ السُّؤَالِ اشْتِيَاقٌ وكَثِيرٌ مِن رَدِّهِ تَعْلِيلُ
إنَّ كثرةَ السؤال عن الشيء، غالباً ما تكون لفرط الشّوق إليه، لا لعدم العِلْم به، فالاشتياق يجعل المشتاق مُداوِماً على ذِكْرِ موضوعِ اشتياقه، بما يُطرِبُ السمعَ، ويُمتع الفكرَ.
يقول: عندما بلغنا نَجْداً، سألنا عن الطريق، مع علمنا به، اشتياقاً للمقصود: أطويلٌ طريقنا أم يطول، بسبب الاشتياق؟!
وهكذا ردُّ السؤال، كثير منه يُعَلِّلُ السائلَ بالإجابة، ويُطَيِّب خاطره ويُسليه ويُعينه، على تزجية ما تبقَّى له من وقت، لحين الوصول. كأنْ يكون الردُّ: «أوشكتَ على النهاية، وشارفتَ بلوغَ الغاية».
ومن بديع المتنبي، أنَّه اختار كلمة «اشتياق»، دون غيرها، فاعتبرها سبباً لكثير من السؤال. كان اللغويُّ أبو علي الدقاق، الفقيه المتصوّف، يُفَرِّق بين الشوق والاشتياق، ويقول: الشوقُ يَسْكن باللِّقاء والرؤيةِ، والاشتياق لا يزول باللِّقاء. وَفْقًا لما نقل القُشيري، الذي أورد في المعنى ذاته، بيت أبي نواس:
ما يَرجِعُ الطَّرفُ عَنها حينَ أُبصِرُها حَتّى يَعودَ إِلَيها الطَّرفُ مُشتاقَا
ومن عجيب المتنبي، قوله في البيت التالي:
لَا أَقَمْنَا عَلَى مَكَانٍ وإِنْ طَا بَ ولَا يُمْكِنُ المَكَانَ الرَّحِيلُ
أي: لا جَعَلَنَا اللهُ نُقيم في مكانٍ، ولو طابَ لنا، ما دام أنه لا يقدر على الرحيل معنا، فترحُّلُنا عنه إنَّما هو بُغْية ألَّا نتأخر عن الوصول إلى مقصودِنا.
وليس ببعيد، أن يكون المتنبي أراد القولَ: لستُ وحدي من يشتاقكم، فحتى المكانُ يشاطرُني الاشتياقَ إليكم، ولأنَّ المكانَ لا يستطيعُ الرحيلَ، فإنَّنا لن نُقيمَ فيه رأفةً بحالِه، حتى لا تُجدِّدَ إقامتُنا فيه، تذكيرَه بعجزه عن الترحُّلِ معنا إليكم، فتهيجَ بذلك أوجاعُه!
النائب الهميسات: مناقشة تقارير ديوان المحاسبة هدر للوقت
إقرار الخطة الاستراتيجية للدخل والمبيعات للأعوام 2026 – 2029
أسعار الذهب تحلّق مجدداً في الأردن
حملة لتنظيف جوف البحر بمحمية العقبة البحرية
تدفئة 1249 قاعة استعداداً لامتحان لتوجيهي السبت
500 مليون يورو مساعدات جديدة للأردن من البرلمان الأوروبي
وظائف حكومية .. وتنويه من الإفتاء بشأن طلبات التوظيف
استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية غداً والجمعة
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بشأن التوترات الأميركية الفنزويلية
إجلاء المئات جراء عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا
إجراءات لضبط مخالفات تتعلق بمقابلات طلبة التوجيهي
سعر كيلو الليمون يصل إلى دينار محلياً
كأس أمم أفريقيا .. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية