رؤيا البرهان الأب: وثمة مسائل أخرى!!
تواترات الأخبار من هنا و هناك تذكر أن – حاج البرهان – رأى رؤيا أن ابنه الضابط في القوات المسلحة سيحكم السودان يوماً ما، ولو كان يعلم أن رؤياه ستتحقق وأن ابنه سيواجه ما واجه من مخاطر وعنت، لتمنى أن تمر ليلته تلك بدون رؤى وأحلام، لكنها على كل حال هي الأقدار التي أتت بالفريق أول عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن لتولي هذه المهمة بعد التغيير الكبير في أبريل 2019 الذي حدث في البلاد و الذي نهضت معه شراكة بين الجيش الذي انحاز للحراك الجماهيري، في ذلك الوقت مع ثُلة من السياسيين الذين برزوا في المشهد و وضعوا أيديهم على كل مفاتيح التغيير من شباب و لجان المقاومة و مجتمع مدني و نقابات مهنية بشكل انتهازي محترف، وعلى طريقة القطيع مضت معهم تلك المجامبع الهادرة، تبتغي الحرية والسلام والعدالة.
التاريخ قريب جداً لدرجة أن ذاكرة السمك تتذكره بتفاصيل مملة، و لذا لا أود الخوض في الأحداث العاصفة التي أطاحت بحكومة حمدوك الأولى و الثانية بل أحاول أن أركز على استهداف أهم مؤسسات الدولة الوطنية، فقد اصطف المدنيون تحت لافتة قوى الحرية و التغيير التي وصفوها في ذلك الوقت بأنها أكبر تحالف سوداني ، و بعد برهة قليلة، تبخر هذا التحالف العريض ليستقر على أربعة أحزاب امتلكت ما شاء لها أن تمتلكه من قوى و سلطان من غير قضاء أو قانون، فأخذت السلطة باليد و حاولت أن تستعين بقوة شبه عسكرية انتهازية وجدت الفرصة كاملة في ذلك المناخ الفائض بالاستلاب و الفوضى.
صُممت أكبر حملة إعلامية و بتقنيات متقدمة لتثير الغبار الكثيف و تصف الجيش بالفلول – أذناب النظام السابق – و على رأس تلك القائمة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش متناسين تماماً تلك المؤسسة القومية الضاربة في القِدم و العميقة والراسخة في التقاليد المهنية الصارمة، من المؤكد أن هناك اختراقات لكل القوى الحديثة من اليسار لليمين داخل القوات المسلحة و لكن من المؤكد أيضاً أن قوام و سمت الجيش يعبر تعبيراً حاسماً عن الانضباط و الانتماء لتلك المؤسسة القومية، هذه الحملة قد أُنفق فيها مالٌ غزير، و عملت فيها غرف إعلامية متخصصة و محترفة حتى تؤتي أكلها لولا قيام الحرب في أبريل 2023 و تفرعت الحملة لترمي بقيادات عسكرية رفيعة على رأسهم البرهان الكباشي و العطا و إبراهيم جابر.
و بعد محاولة تصحيح المسار في اكتوبر 2021 أو ما سميّ من تلك القوى بالانقلاب على المسار الديمقراطي أو الفترة الانتقالية اشتد أوار تلك الحملة بواسطة الفئة التي حكمت بالمطلق وهي تدرك أنها لن تأتي عن طريق صناديق الاقتراع أو أي تدابير أخرى يجتمع حولها أهل السودان أو قياداته، لحين قيام الانتخابات العامة.
تلك الفترة من أصعب الفترات التي مر بها السودان و ذلك من حيث الاختراق الأمني الكبير الذي مارسته بعض السفارات و تدخلها المباشر و غير المباشر في شأن السودان و الذي اتُهم على إثرها قادة الجيش بالضعف إلى درجة السيولة في ترك القوى الحزبية المحدودة في التمدد في المساحات الواسعة من غير تفويض ، فالأمثلة في ذلك كثيرة أبرزها لجنة التمكين و المناهج و ما جرى في وزارة العدل وحتى مؤسسة التعليم العالي لم تخل منها، هذا بخلاف مذبحة الخارجية الشهيرة.
انتقلت الحملة الاعلامية المحترفة من وسم الجيش بالفلول إلى الخيانة فبعد أكتوبر 2021 صار الفريق أول البرهان (خائناً بامتياز) للثورة التي انحازت لها المؤسسة العسكرية بكاملها، كل هذا العمل الإعلامي و السياسي والدبلوماسي مع بعض السفارات الأجنبية مهد بالضرورة للحرب التي اندلعت بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة (الفريق أول) حميدتي الذي نال الرتبة العظيمة هذه من غير تعليم أو دفعة أو انتماء للمؤسسة !!
بعد نشوب الحرب انتقلت غرف الحملة الإعلامية إلى تصويب مدفعيتها نحو التفريق بين قيادة الجيش بعمل كبير عمد إلى وصف البرهان بالبطء الشديد في مقابل تلميع ياسر العطا ووصفه بالاقدام و الشجاعة، و محاولة وجود ثغرات في شخصية ابراهيم جابر بوصفه ينتمى إلى قبيلة الرزيقات .. كل هذا محاولات لتفريق القيادة حتى ينفرط عقدها و تسود الفوضى الشاملة، و بذلت الحملة جهداً كبيراً لدق إسفين بين البرهان و الكباشي و العطا في التلاعب بتصريحاتهم المختلفة حول قضية الحرب و السلام مع المليشيا المتمردة، يحدث كل هذا في وسط غياب كامل لإعلام الدولة أو ضعف الإعلام لأسباب شتى.
اجتهدت تلك الغرف الإعلامية المناوئة الى تحويل الحفر بالإبرة على طريقة البرهان إلى اتهام بالتهاون و ااضعف و الاستهتار بأرواح المواطنين في كل من الجزيرة و سنار و غيرها، و لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السُفن فانقلب الحال بعد الانتهاكات الواسعة و المروعة التي قامت بها المليشيا حيث التف الشعب كله وراء قواته المسلحة التي تنصره و تدافع عنه في ميدان القتال و اكتشفت الجماهير السودانية الخدعة الكبرى التي استهدفت وجود السودان نفسه فالسرقات و الانتهاكات و تدمير المنازل و القتل الجائر على الهوية و الاغتصاب كلها أفعال فضحت التمرد بعد سقوط هدفه الأول في انتزاع السلطة بالحديد و النار بعد استهداف قائد الجيش داخل منزله و استشهاد ثُلة من الجنود و الضباط من دون قائدهم.
و الآن و بعد أن انتهينا من الكثير من القصص التي حيكت بشياكة ضد الجيش و قائده وصلنا إلى محطة لا تقل خطورة عن المرحلة الأولى التي أُستُهدفت فيها الدولة السودانية في كيانها برمته و هو محاولة إحياء الموتى من الدعم السريع و إيجاد موضع قدم لهم في السودان بعد كل ما فعلوه في أهله من تشريد و نزوح و لجوء و ضياع للممتلكات العامة و الخاصة و ذلك عبر مفاوضات مخَططٌ لها مسبقاً كالحرب التي جرت مؤخراً وبتدبير إقليمي و دولي مخطط له بإحكام.
و بنظرة للمشوار الذي قطعته قيادة الدولة نطمئن قليلا أو كثيرا بأن هذه القيادة التي تخطت مصاعب جمّة أقدر لتجاوز العقبات الكؤود التي تواجه الوطن ،فهي تمتلك كل المعلومات التي تؤهلها لاتخاذ القرار الصائب برغم صعوبته و تعقيداته. فالفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد محاولات عديدة لاغتياله نجا منها بأعجوبة، علّ الله مدّ في أجله ليشهد شيئاً ما ،على الأغلب الانتصار على تلك الطامة الكبرى التي أحاطت بالسودان و بأهله.
لا أدرى ماذا تبقى من تفاصيل رؤيا الحاج البرهان هل كان هنالك نور في نهاية النفق، أم إشراق كامل يبتهج له المرء ، أم إظلام شامل ، أم شيء في قدر الله مكتوب منذ الأزل، كل ما ندركه الآن عزم القيادة و التفاف الشعب حولها و الأمل في تغيير الممكن.
خمس تقنيات فعالة لخفض التوتر وتعزيز الهدوء الذهني
الهم الاقتصادي والبطالة يتصدران اهتمامات الأردنيين
تحطم طائرة تدريب في الجزائر يودي بحياة 4 أشخاص
إكليل الجبل .. سر طبيعي لنمو الشعر وصحة البشرة
50 مستوطناً يقتحمون قرية شلال العوجا شمال أريحا
وفاة الممثل سونغ يونغ كيو عن 55 عامًا
ارتفاعات متتالية على الحرارة واشتداد موجة الحر الجمعة
لقاء عفوي يجمع فارس كرم وملحم زين
أصالة تستعد للعودة إلى دمشق بعد 14 عاماً
قرار احتلال كامل غزة يُحسم بهذا الموعد
إطلالة بوهيمية أنيقة لهنا الزاهد بتوقيع Zimmermann
الهلال يُحرم من السوبر السعودي ويُغرم 500 ألف ريال
محافظ الزرقاء يؤكد ضرورة الانضباط في الوسط التجاري
لبنان: الحكومة تستكمل بحث الورقة الأميركية وتكلف الجيش بخطة لحصر السلاح بيد الدولة
كم بلغ سعر كيلو الدجاج في الأردن .. تفاصيل
إنهاء خدمات 39 موظفاً للتقاعد المبكر .. أسماء
السفارة الأردنية تحذر الأردنيين المقيمين في ولايات أميركية
التربية تحدد موعد إعلان نتائج التوجيهي 2025
مدعوون لإجـراء المقابلات الشخصية في أمانة عمان .. أسماء
بعد تعرضها لاعتداءات .. الأردن يطالب بحماية بعثاته والعاملين فيها
وفاة الدكتور علي الرحابنة تفجع أسرة جامعة اليرموك
طيار أردني يكشف تفاصيل أخطر رحلة قادها في حياته .. تفاصيل
الأمن العام يحذّر: هكذا يسرق المخترقون حساب واتسابك
الاحتلال يسحب دبلوماسييه من الإمارات فجأة
أسماء مغادرة وحقائب باقية في التعديل الوزري الأربعاء
البلقاء تكرم المشاركين بخريج الزراعة التكنولوجية