الريادة

mainThumb

13-01-2025 09:36 PM

الريادة ليست مجرد كلمة او فكرة بل مشروع يعطي قيمة مضافة يهدف الى تحقيق فائدة للمجتمع ، الريادة فلسفة قائمة على التغيير والإبداع والابتكار وتفكير خارج الصندوق.
تعد الريادة مفتاحا أساسيا لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في بلد مثل الاردن يتمتع بموارد بشرية شابة فالشباب الأردني، الذين يمثلون الركيزة الاساسية للمجتمع يمتلكون طاقات هائلة، ولكنهم في كثير من الأحيان يجدون أنفسهم أمام حواجز تقف بينهم وبين تحقيق أحلامهم .
في الأردن، لا تزال الريادة تواجه العديد من التحديات، على رأسها نقص المعرفة العملية (التطبيقية) التي تعد الأساس لكل مشروع ريادي.ودمج الشباب في بيئة العمل وتدريبهم ميدانيا حتى يكون هناك معرفة في اتخاذ القرارات بشكل فعال وتعامل مع المواقف ،في ظل الاهتمام المتزايد بدعم الريادة، إلا أن معظم الجهود تتركز على المفهوم العام النظري دون التعمق في التفاصيل العملية التي يحتاجها الشباب لتطبيق أفكارهم. الريادة لا تقتصر فقط على توليد أفكار، بل هي رحلة متكاملة تتطلب فهمًا عميقًا للسوق، ووعيًا بالتحديات المحلية والعالمية، ومهارات لإدارة الموارد بطريقة تحقق الاستدامة.
واحدة من الإشكاليات التي تواجه الشباب هي نقص التدريب العملي فمعظم البرامج التدريبية المقدمة تركز على النظريات، ما يجعل الشاب غير قادر على التعامل مع الواقع بكل تعقيداته. الريادة في جوهرها هي تجربة ميدانية تتطلب الاحتكاك المباشر مع التحديات الواقعية، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون توفير برامج تدريبية تعتمد على التطبيق العملي والتجارب الحقيقية.
توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تعزيز الريادة واضحة وجلية ماأطلق العديد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى دعم الشباب وتحفيزهم على الابتكار. فرؤية جلالته لطالما ركزت على أن الشباب هم المستقبل، وأن تمكينهم معرفيًا واقتصاديًا هو أساس النهوض بالوطن. ومع ذلك، يبقى الدور الأكبر على المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة لتكامل هذه الجهود وترجمتها إلى واقع ملموس.
إلى جانب ذلك، يواجه الشباب تحديات متعلقة بالتمويل والدعم المادي،فالريادة مشروع يتطلب تمويلا مدروسا يساعد على تجاوز المراحل الأولى الحرجة وهنا تأتي الحاجة إلى آليات دعم مالي شاملة تراعي احتياجات الشباب مثل حاضنات ومسرعات الأعمال وقروض ميسرة ومنح وعمل مسابقات وجوائز ريادية وتطوير القوانين وتشريعات لتسهيل عمليات الحصول على تمويلات و إعفاءات ضريبية وتسهيلات للشباب الريادي.
الريادة ليست مجرد تحد بل هي فرصة للشباب ليكون جزء لا يتجزأ من التغيير كما أنها ليست مسؤولية فردية بل هي جهد مشترك يتطلب تكاتف الجميع. الأردن لديه الإمكانيات ليصبح مركزا للريادة في المنطقة، والشباب هم مفتاح هذا الطموح. ومع رؤية جلالة الملك الداعمة، ودعم المجتمع والمؤسسات يمكن للشباب الأردني أن يصبحوا قادة التغيير وصناع المستقبل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد