خمسون عاماً على رحيل أم كلثوم

mainThumb

03-02-2025 01:00 PM

في هذه الأيام، نحتفل بمرور خمسين عاماً على وفاة سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق، أم كلثوم. تعد أم كلثوم ليست فقط رمزاً للفن والأغنية العربية، بل هي أيضاً نجمة أثرت في وجدان العرب في شتى بقاع الأرض. صوتها العذب وكلمات أغانيها الجميلة ألهبت مشاعر الملايين، جعلت لها مكانة خاصة ليست في مصر فقط، بل في جميع الدول العربية.

قدمت أم كلثوم مجموعة من الأغاني الرائعة باللغة العربية الفصيحة، وكتبت لها قصائد شعراء كبار، مما جعل أعمالها تتميز بالعمق والسمو الثقافي. أغانيها لم تقتصر فقط على الفرح والحنين، بل شملت أيضاً الوطنية والقومية، إذ كانت تعكس روح المقاومة والكفاح ضد الاحتلال. فقد وقفت سيدة الغناء العربي بجانب الوطن في مواجهة الأعداء، وكانت أغانيها رمزاً للجهاد والتحدي.

في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، عاشت مصر فترة من التوهج الثقافي والفني، وكانت أم كلثوم في قلب هذه الحركة. كانت حفلاتها تجذب الملايين من محبيها، الذين كانوا يسافرون من بلدانهم لاحتضان هذه السيدة العظيمة في أحضان القاهرة. لهذه السيدة الجليلة أيضاً مواقف وطنية نبيلة، حيث كانت تتبرع بمدخراتها لدعم الجيش المصري، مما يعكس وطنيتها الصادقة.

وفي ظل الأحداث السياسية الحالية، نجد مفارقة مثيرة للدهشة. فبينما يتلقى العالم تمويلات دعم إسرائيل من خلال ترامب وإدارته، لا يزال العرب متمسكين بقضية فلسطين. تمر السنين ويظل التاريخ شاهداً على احتلال هذا الوطن العربي الحبيب، مما يثير في النفوس أليمة الحقد على الظلم والاحتلال.

ومع حلول ذكرى ثورة 25 يناير، يتجدد الحنين للحرية والكرامة، خاصة في ظل الأرقام التي تمثل قصص النضال والمقاومة. فأعياد الشرطة تأتي في رقمها الثالث والسبعين، ويحيي ذكريات الانتصار في أكتوبر 1973، لتذكيرنا بأن الأمل لا يموت، وأن مقاومة الظلم ستظل مستمرة على مر الزمان.

كلمات أم كلثوم ستبقى تردد في آذان التاريخ لتذكرنا بأن الفن يمكن أن يكون سلاحاً بحد ذاته في معركة الحرية. إذ أننا مرة أخرى نرى كيف تتشابك الأرقام والذكريات في نسيج قصة الأمة. ويظل صوت أم كلثوم علامة مضيئة في تاريخ العرب، تذكرنا أن الكفاح من أجل العدالة والسلام لا يزال مستمراً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد