حضنته وبكيت

mainThumb

15-05-2025 12:05 AM

أثناء نزوحنا قصف استهدفنا، كانت الجثث تترامى، والجرحى يتساقطون، كنا نصطحب معنا بعضهم، منا من يحمل جثمانا، وآخر يعكز جريحا، أو يحمله، ولكننا لم نستطع اصطحاب الجميع، كثيرون تُركوا رغما عنا على قارعة الطريق ، كنا للأسف نترك جرحى نازفين، نقترف هذا الجرم مجبرين عليه، تتلطخ أيدينا رغما عنا، السرعة مطلوبة، علينا أن نغادر بلمح البصر، المكان مستهدف، مضينا دونهم وشيء في داخلنا يتمزق، لهم الله … فقط استوقفني صراخ طفل في الثانية من عمره على ما أظن، كان يجلس بين ذراعي رجل طاعن، لعله جده، الرجل ينزف بشدة، نظرت إليه، ليس في وعيه، يبدو في غيبوبة … وقد يكون فارق الحياة! لست أدري، نزعت الصغير من حضنه ومضيت مهرولا مع الركب.
الآن بعد أن وصلنا إلى مقرنا الجديد، أشعر بالحيرة والارتباك، لا أعرف اسم الصغير، وإلى من سأنسبه، التفت إليه، كان يبتسم بعد أن شعر بالأمان، قال: بابا … مم … نظرت إليه ياندهاش، أخيرا حسم هو الموقف، حضنته وبكيت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد