عريس من سوق الجمعة

mainThumb

25-05-2025 02:47 AM

-أيها الأب الكريم... إنّ ابنتك أمانة في عنقك، ومسؤوليتك أمام الله والخلق.
ليست ابنتك حملًا ثقيلًا تسارع في التخلص منه، ولا ظلًّا يُزاح مع أوّل طارق باب.
فلا تُلزمها بزواجٍ لمجرد أنّه قد أتاها نصيب، ولا تدفعها إلى مصيرٍ مجهول خشية أن يقال: "فاتها القطار".
إنّ زواجها قرار مصيري، إمّا أن يكون نعيمًا وسكينة، أو يكون شقاءً لا يُحتمل.
فكم من فتاةٍ نُقلت من بيت أهلها إلى سجنٍ مغطّى بستائر الستر، وكم من أبٍ قال بعد فوات الأوان: "ليتني سألت... ليتني تمهّلت."
أيها الأب، لا تخدعك المظاهر، ولا تُعجبك الأموال ولا الأنساب، ولا تُغرّك الألقاب.
فليس كل غنيٍّ يُسعد، وليس كل متعلّمٍ يفهم، وليس كل من تزيّن بالكلام أهلٌ لأن يُؤتمن على ابنتك.
انظر في دينه وخلقه، في طباعه ونشأته، في بيئته وأسرته.
افحص ماضيه، واستقصِ عنه، واسأل من يعرفه جيدًا.
فمن لم يكن حسن السيرة، نقيّ السريرة، لن يكون لك نسيبًا يُطمأن إليه.
لا تقل: "هو رجل وماله كثير"، ولا تستسهل قولك: "سيعوّضها بالماديات".
فما قيمة المال إن غاب الاحترام؟ وما نفع الثراء إن فُقد الأمن والأمان؟
التقارب في العمر، والتعليم، والطبقة الاجتماعية، والالتزام الديني والأخلاقي، أساسٌ لاستقرار البيوت.
والتفاوت الحاد في هذه الجوانب، سبب للنفور والتباعد وسوء الفهم.
فلا تفرّط بتزويج ابنتك من رجل يكبرها بعشرين عامًا، فتقول: "سيعقلها ويسترها"،
ولا تُزوجها لرجل مجهول، وتقول: "الناس شهدوا له بالخير"، دون أن تتحقّق بنفسك وتسأل وتسبر ما وراء الأبواب.
وإياك أن تستخفّ بعواقب الطلاق.
فالمرأة حين تنهار حياتها الزوجية، لا تخرج سليمة، وإن خرجت حرة.
تُكسر كرامتها، وتُثقل روحها، وتُلاحقها نظرات المجتمع القاسية، ولو كانت مظلومة.
ذيل الكلب لا يُعتدل، وإن ظننت ذلك، والخصال الذميمة لا تُخفى، وإن غُطِّيت.
ومن نشأ على التهاون والخيانة والكسل والتسلّط، فلن يُصبح فجأة زوجًا رحيمًا كريمًا.
ابنتك ليست تجربة لأحد، ولا مشروع إصلاح لأحد، ولا ضحية لخوفك من كلام الناس.
ابنتك إنسانة، روح، حياة، قلب يحقّ له أن يُسعد، ويحقّ لك أن تصون أمانتك فيها.
كمشة أخلاق، خير من جبل ذهب.ورجل يخاف الله فيها، أحقّ بها من صاحب جاهٍ لا يخشى في الله أحدًا.
فلا تجعل الزواج صفقة، ولا تتعامل مع ابنتك كرقم في دفتر المناسبات.
بل اختر لها من تستأمنه على قلبها ودينها وسعادتها، لا من تظن أنه "يكفي".أيها الأب... لا تُسلّم ابنتك إلا لمن يستحقها،
فأنت اليوم تختار لها طريقًا، فإما أن تُنير دربها، أو تكون أول من دفعها نحو الظلام.
وليس في كل مرة تسلم الجرّة، فلعلّ الكارثة القادمة تُهين كرامة ابنتك، وتُسقطها في قبضة رجلٍ لا يُشترى إلا في سوق الجمعة، لا خُلق له ولا مروءة، رجلٌ بالاسم، لا وزن له ولا مقام، يسرق منها أنوثتها ويُطفئ نورها، فلا ترى منه رجولة، ولا تشعر معه بأمان، فيكون وبالًا على قلبها، ووصمةً في عمرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

البيئة الأردنية وزها الثقافي ينفذان يوم عمل تطوعيًا وحملة للنظافة

الأميرة ريم علي تفتتح النسخة الثالثة من أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية

الصفدي يبحث مع نظيرته الكندية وقف العدوان بغزة

ارتباط مقلق بين وجبات صحية خفيفة وخطر السكتات الدماغية المفاجئة

صينية تعاقب حبيبها بـ 1000 كيلوغرام من البصل

داعية أزهري يخلع عمامته على الهواء احتجاجًا على كلمات أغاني مبتذلة

ترامب: ضربة إسرائيلية لإيران محتملة وتحذير من صراع واسع النطاق

رئيس الديوان الملكي يرعى احتفاء أبناء وبنات المخيمات بالمناسبات الوطنية

منتخب الناشئين لكرة السلة يعسكر في صربيا ومصر استعدادًا لغرب آسيا

ولي العهد يؤكد أهمية تعزيز البيئة الاستثمارية والسياحية في العقبة

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مناطق جديدة جنوبي غزة

تربية عجلون تستكمل استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة

جلسة حوارية حول الزراعة الذكية مناخيًا في لواء مؤاب

بلدية جرش تبحث استثمار القيروان بشفافية وتشاركية

إسرائيل تدرس خيار ضرب إيران .. وواشنطن تراقب بحذر