ما هي أدوات الاستفهام

mainThumb
الاستفهام

27-05-2025 02:31 AM

السوسنة - إنّ مُفردة الاستفهام لغةً مشتقّة من كلمة الفَهْم، والتي تعني معرفة الشيء والعلم به في القلب، فمثلًا نقول فهمتُ هذا الأمر أي عرفتُ معناه وما يؤول إليه، فنقول فهمتُ فَهْمًا، وأفهَمتُ الشخص الحديث وفهَّمتُهُ له؛ أي شرحته له لأجعله يعرف معناه، واستَفْهَمْتُهُ الموضوع أي طلبتُ منه أن يشرحه لي، فيكون مثل الاستفهام الذي يعرَّف اصطلاحاً على أنّه سؤال الشخص المتكلِّم من الذي يخاطبه أن يشرح أو يوضح له شيئًا لم يكن يعرفه ويجيبه عنه.
حروف الاستفهام
إنّ للاستفهام حروفًا معينة لكلّ منها استخدامات محددة تؤدي غرضًا مختلفًا، وهي ثلاث نذكرها كما يلي:

  • الهمزة تستخدم الهمزة للاستفهام عن المفرد، وبشكلٍ عام تكون الإجابة عنها بتحديد أحد الشيئين، ويجب أن تأتي بعدها (أم) العاطفة كما في السؤال: (أمحمدٌ فاز أم خالد؟)، كما تستخدم الهمزة لطلب التصديق، والاستفهام عن حقيقة معينة، حيث تكون الإجابة عنها حينها بنعم أو لا كما في السؤال: (أقرأت كتاب البلاغة؟)، ولها الصدارة في الجملة لهذا تتقدم على حروف الجر، وحروف العطف، وعلى إنّ، والمفعول به، لذا فهي تأتي في بداية الجمل سواء أكانت الجملة اسمية أم فعلية.
  • هل ورد حرف الاستفهام "هل" حوالي ثمانين مرة في القرآن الكريم، وهو يأتي بشكلٍ عام مع الجملة الفعلية مثل: (هل قرأتْ سلمى القصة؟)، أو يدخل على الجملة الاسمية إذا لم يكن خبرها جملة فعلية مثل: (هل السؤال صعبٌ؟)، كما يستخدم لطلب التصديق فقط، ويكون جوابه حينها بنعم فقط، وإذا دخلتْ هل على الفعل المضارع يتم صرفها للمستقبل فيصبح السؤال عن المستقبل لا الوقت الحاضر مثل: (هل تدرس؟) بمعنى هل ستدرس؟، كما أنّ هل لا تدخل على الفاء أو الواو العاطفة بل تأتي بعدهما فتكون مثل: (وهل كنتَ مع رامي؟) فمن الخاطئ أن نقول (هل وكنتَ مع رامي؟).
  • أم إنّ لهذا الحرف من حروف الاستفهام عدة أوجه، فقد تدخل (أم) على المُفرد مثل: (أمحمد عندك أم علي؟)، وقد تدخل (أم) على الجملة مثل: (أقام محمد أم قام علي؟)، وهي قد تأتي موازنةً أيضًا لاستخدام أداة الاستفهام "أي" مثل قولنا: (وفاء عندكِ أم سارة؟)، فهي هنا أدت الغرض نفسه الذي تؤديه "أي" حين نقول: (أيّهما عندكِ وفاء أو سارة؟)، فالجواب هنا على "أم" يجب أن يكون بتحديد المسؤول عن الفعل، وكذلك الحال في الجواب عن "أي"، فلا يكون الجواب مثلًا هنا ب(نعم) أو (لا)، كما أنّ استخدام "أم" أيضًا قد يأتي لنفس الغرض الذي يُستخدم به حرف الاستفهام "الهمزة" فمثلًا نقول: (أم تريدون دراسة المادة كاملة؟) وهي هنا استُخدمت بنفس معنى الهمزة حين نحوّلها إلى: (أتريدون دراسة المادة كاملة؟)، كما أنّ حرف الاستفهام "أم" قد يأتي منفصلًا بداية الجملة أو بين جملتين، أو قد يأتي متصلًا مثل اتصالها ب(من الاستفهامية) في قوله تعالى: (أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ).

أنواع الاستفهام

يُقسّم الاستفهام في اللغة العربية إلى قسمين، وهما كما يلي:

  • استفهام حقيقي: هو معنى من المعاني، والذي يطلب فيه المتكلم من السامع أن يُعلِمه ما لم يكن معلوماً عنده من قبل.
  • استفهام مجازي: هو استفهام لا يريد المستفهم منه إجابة، بل يريد إيصال معانٍ أخرى للمستمع، ومن أمثلته الاستفهام التوبيخي مثل أن نقول من باب التوبيخ على فعل ما: (أمرّة تدرس ومرّة لا تدرس؟!)، واستفهام التنبيه مثل قولنا: (أين تذهب من عاقبة فعلتك؟)، والتعجب مثل قولنا: (هل هذا معقول؟!)، بالإضافة إلى معانٍ أخرى للاستفهام الذي لا يطلب السائل فيه جوابًا محددًا مثل: التقرير، والافتخار، والترغيب، والنهي، والدعاء، والتمني.

اقرأ أيضاً:

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد