الأردنية تحتفي بعيد الاستقلال

mainThumb

03-06-2025 03:29 PM

السوسنة - أقامت عمادة شؤون الطلبة في الجامعةِ الأردنيّة حفلًا مَهيبًا احتفاءً بعيد الاستقلال الـ79، استُذكِر فيه دور الهاشميين في إرساءِ دعائم الدولة الحديثة القائمة على مبادئ الثورة العربية الكبرى في الحرية والوحدة والحياة الفضلى.

وقالَ رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات:
“لقد انتزع الأردنيون الاستقلال بعرقهم ودمهم، ليقفوا اليوم على أرضٍ صلبة، منحها الجدّاد ثوبًا لا يليق إلا بها.”

وأضاف عبيدات:
“إنّ أرض الأردنّ تحملُ فوقها وتحتها إرثًا عظيمًا، وقد حملت عبئًا كبيرًا من إرث البشرية الرائع، فزها هذا الوطن بين سائر الأوطان، ولبست أرضه حُلَلًا لم تلبسها أوطان أخرى.”

وتابع:
“في الأردنّ استُشهد رجال أشدّاء على المستعمر، رحماء فيما بينهم، هم أجدادنا وآباؤنا الذين تغنّوا بتراب الوطن، بزيتونه، وقمحه، وتينه، وجباله الشامخة، الشاهدة على ملحمة التاريخ التي عاشها هذا الأردن، بترابه ومائه، وبجمال إنسانه.”

وأشارَ عبيدات إلى أن الشعب الأردني وقيادته الحكيمة أبوا إلا أن يحصلوا على الحرية، فسطروا أروع صور البطولة والفداء، وبنى الأردنيون بلدهم خير بناء.
لا لبس في انتمائهم له، ولا في محبتهم إيّاه، فوقف كلّ أردنيّ شامخًا على هذه الأرض، لا يقبل بغيرها بديلًا.

وشدّد عبيدات على أن ما زاد من جمال الأردن أن رعته العائلة الهاشمية، التي تحملُ شرعية الدين والسياسة والقيادة، وتحمل إرثًا مقدسًا ساميًا، ومنحت هذا الوطن قوةً ولونًا مقدسًا كبيرًا، في الوقت الذي تتوجه فيه عيون كل أردنيّ إلى أرض فلسطين، الأرض التي فداها الأردنيون بدمهم؛ ففي كلّ ركن منها دماء أردنية زكية، وشواهد ودلائل على تضحياتهم وعشقهم، فاستُشهدوا على ثراها ولم يبخلوا عليها، ودافع جيشنا الأردني وأبطاله عن فلسطين وترابها.

وأزجى عبيدات التحيات إلى الأجهزة الأمنية على ثغور هذا الوطن، ليحموه من القتل، والتخريب، والفوضى، ليكون استقلالنا استقلال الأرض، وأمان الإنسان وتطوره على هذه الأرض.

وثمّن عبيدات في ختام كلمته الجهود التي يبذلها جلالة الملك وولي عهده الأمين، اللذان أبَيا إلا أن يكون الأردن وطنًا حرًّا، أبيًّا، صامدًا، وأن يكون شعبه متعلمًا، قويًّا، يلتف حول قيادةٍ عروبية مؤمنة بالله، والتاريخ، والأجداد.



بدوره قال عميد شؤون الطلبة الدكتور صفوان الشياب إن عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة نحتفل بها، بل هو تجسيد حيّ لقيم الانتماء والعطاء.

وأضاف:
“إنّ الاستقلال لا يُصان بالخطب، بل بالعمل والانتماء والإيمان، لنكون جميعًا شركاء في المسيرة، لنمضي مع عبد الله يدًا بيد لغدٍ ولبعد غد،” لافتًا إلى الدور الكبير لجلالة الملك وولي العهد في دعمهما المتواصل للشباب والتعليم، وإيمانهما الراسخ بأن الإنسان الأردني هو أغلى ما نملك.

وحول “ملتقى الشباب الجامعي الأول” الذي أطلقته عمادة شؤون الطلبة احتفاءً بهذه المناسبة، قال الشياب:
“جاء الملتقى كمبادرة من العمادة كمنصة شبابية وطنية تهدف إلى تحفيز الفكر الحر وتعزيز ثقافة الحوار، وتمكين الطلبة من أداء دورهم الحقيقي في التنمية المجتمعية والنهضة الوطنية.”

ولفت الشياب إلى أنّ الجامعة تؤمن بأن الطلبة ليسوا مجرد متلقّين للمعرفة، بل هم صنّاع الغد وأمل المستقبل، وفي ظل هذا الملتقى نفتح لهم الأبواب ليُعبّروا ويشاركوا ويكونوا شركاء حقيقيين في صياغة المستقبل.

واستهلت عمادة شؤون الطلبة فعاليات الحفل بإطلاق “ملتقى الشباب الجامعي الأول” بعنوان الطموح والمستقبل، والذي تضمّن عددًا من الجلسات الحوارية، بمشاركة كل من: وزير الشباب المهندس يزن شديفات ورئيس جامعة البترا الدكتور رامي عبد الرحيم وأمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور علي الخوالدة والدكتورة عبير دبابنة والسيدة ريم بدران والدكتور فيصل الشبول والدكتور إخليف الطراونة وعدد من السياسيين والأكاديميين، مؤكدين أن الاستقلال إنجازٌ تحقق على مدى 79 عامًا، بُنيت المملكة خلالها مدماكًا تلو آخر، في ظل أربعة ملوك هاشميين دافعوا عن القضايا الوطنية والعربية بكلّ ثبات.


وافتتحَ عبيدات، رفقة مساعد مدير الأمن العام للإدارة والقوى البشرية، العميد رامي الدباس، معرضًا للمخدرات، بالإضافة إلى جدارية رسمتها الموظفة زيزيت أبو خضرا من عمادة شؤون الطلبة، تعرض تاريخ الأردنّ وإرثه التاريخي والحضاري، وتُومِض لمستقبله.

وكرّمتِ العمادة، ضمن احتفالاتها بعيد الاستقلال، نحو 17 طالبًا وطالبة ممّن حققوا إنجازات محلية ودولية في مختلف صنوف المعرفة والأدب والثقافة، وحازوا على جوائز عالمية نظير إسهاماتهم البارزة في رفعِ راية الجامعة والأردنّ.

وخلال الحفل قدمت موسيقات القوات المسلحة عرضاً فنياً وموسيقيا بمعزوفات موسيقية وأغان شعبية، رافقها خيالة الأمن العام بمسيرة لفتت الأنظار وأدهشت الحضور

فيما ألقت الطالبة رنيم الطويسي قصيدةً اعتزّت فيها بالوطن وقيادته، مستلهمةً قيم الاستقلال والدروس والعبر وجهود الهاشميين والأردنيين فيه.

وصدح صوت الشاعر القطري ناصر الوبير بالشعر والقوافي، التي أمتعت مسامع الحضور، متغنيًا بالأردن وقيادته وشعبه.

وقدّم كورال الجامعة مقطوعات موسيقية وفنية بقيادة الدكتورة هبة العباسي والدكتور طارق عودة، وبمشاركة فرقة اللوزيين، حيث ملأت سماء الجامعة الأردنية بأنغام التراث الأردني الممتد من حضارة الآباء والأجداد.

وعَقِب الفعاليّات، افتتح رئيس الجامعة “معرض الاستقلال” الّذي نفذّه مشغل الحرف اليدويّة في العمادة وتشرف عليه الموظّفة باسمة بني يونس وضمّ مشغولات يدويّة صقلتها أيدي الطّلبة منها لوحات النّسيج والتّطريز والخطّ العربيّ والحفر على المعادن والتّزجيج واستخدام ورق الذّهب والفضّة، تُعبّر عن الامتداد التاريخي للأردن، وتُجسد ثقافة أبنائه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد