الفتنة في السويداء .. خيانة عظمى ووقفة أردنية شامخة
في ظل اشتداد الأزمات التي تمر بها سوريا، من الواضح أن المنطقة تقف على مفترق طرق خطير. أعتقد أن ما جرى في السويداء خلال الأيام الماضية لم يكن مجرد اضطراب عابر، بل كان مشروعًا منظّمًا لتفجير الداخل السوري من بوابة الطائفية والتحريض العلني المدعوم من الخارج. وأرى أن المشهد الذي تكشّف أمامنا، حيث ظهرت بعض المليشيات على حقيقتها، كان مؤلمًا ومكشوفًا في آنٍ معًا.
لا يمكن أن نغفل حجم الفضيحة الوطنية والأخلاقية حين خرجت شخصيات من هذه المليشيات لتتواصل بشكل مباشر مع الكيان الصهيوني، الذي لطالما كان عدوًا لسوريا وشعبها ومقاومتها. التعاون مع دولة الاحتلال ليس مجرد اصطفاف سياسي، بل خيانة عظمى للوطن والدم، خيانة فجرت غضبًا حقيقيًا في الشارع السوري، ودفعت العشائر العربية إلى اتخاذ موقف حازم كان لا بد منه لحماية الوطن من التمزيق.
أرى أن قصف الكيان الصهيوني لمواقع حساسة في دمشق، بما في ذلك محيط القصر الجمهوري وقيادة الجيش، وبمباركة مباشرة من مثيري الفتنة، لم يكن حادثًا عارضًا. بل هو جزء من مشروع إضعاف الدولة السورية ومحاولة إسقاطها من الداخل عبر تفكيك المجتمع وخلق بيئة تناحر داخلي، تُدار عن بُعد من تل أبيب وواشنطن.
لقد ترافقت هذه الأحداث مع مشاهد بشعة وغير إنسانية، كرؤوس أطفال مقطوعة في مشهد تدميري غير مسبوق، مما يعيد إلى الذاكرة أفظع ما فعلته التنظيمات الإرهابية في سوريا خلال السنوات الماضية. وأستنتج أن هذا التصعيد الدموي والمخطط كان يهدف إلى إدخال البلاد في دوامة جديدة من العنف والاقتتال الطائفي، ربما تمهيدًا لتكرار السيناريو ذاته في مناطق أخرى، وعلى رأسها مناطق انتشار ميليشيا "قسد" التي تتعاون بشكل واضح مع القوات الأميركية وتنفذ أجندات تتناقض مع وحدة سوريا.
وفي خضم هذا المشهد الدموي، لا بد من التوقف عند الدور الأردني اللافت، الذي بدا واضحًا أنه يقف على الضفة الوطنية والقومية من الصراع. فقد شارك الأردن، من خلال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، في محادثات ثلاثية هدفت إلى تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، وإعادة الأمن وفرض سلطة الدولة على كل شبر من التراب السوري. أرى أن هذا الدور ليس جديدًا، بل هو امتداد لموقف أردني واضح، يؤمن أن أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن الأردن والمنطقة بأكملها.
ما يؤكد ذلك هو الإصرار الأردني على رفض التدخلات الخارجية في الشأن السوري، وعلى رأسها التدخل الإسرائيلي والأميركي، وتأكيد الصفدي مجددًا على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وضرورة وقف الفتنة الطائفية. أعتقد أن هذه الرسائل لا تخاطب دمشق فقط، بل تُوجه إلى كل من يفكر في الاستثمار في الدم السوري خدمة لأجندات خارجية.
من جهة أخرى، فإن إشادة الجانب السوري بدور الأردن، وخاصة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في دعم إعادة البناء واستعادة الاستقرار، تعكس الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في حماية سوريا من أي محاولات تفكيك أو فوضى.
وفي النهاية، أرى أن المعركة اليوم في سوريا لم تعد فقط مع الخارج، بل مع الداخل المخترق، الذي يحاول بعض رموزه، تحت عناوين طائفية أو انفصالية أو إرهابية، إغراق البلاد في حرب أهلية جديدة. لكن رد الفعل الشعبي، خصوصًا من العشائر السورية التي هبّت دفاعًا عن شرف الوطن، يُعدّ دلالة قاطعة على أن سوريا ما زالت حية، وأن شعبها لن يسمح بإعادة إنتاج الخراب مهما حاول الأعداء، ومهما كانت أدواتهم الداخلية.
سوريا ستبقى واحدة... وأي يد تمتد إلى خيانتها، ستُكسر.
ارتفاع الأسهم البريطانية والأوروبية
بمشاركة الملك .. قمة أردنية أوروبية مرتقبة في عمّان
وفيات في الأردن الجمعة 5-12-2025
النفايات تهدد غزة بكارثة صحية وبيئية
بدء تنفيذ ورش تدريبية للاتحادات الرياضية
إطلاق متحف النحل الافتراضي بمهرجان الزيتون
تحذير من منشآت تستغل حاجة المواطنين
284 ألف زائر لمهرجان الزيتون حتى اليوم السابع
تبادل لإطلاق نار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن
قوات الاحتلال تتوغل في ريف القنيطرة
بوتين يجري أول زيارة للهند منذ أربع سنوات
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم
وزارة الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
الحكومة تقر نظام وحدة حماية البيانات الشخصية لعام 2025
الحكومة تعتمد نظاما جديدا للمحكمة الدستورية 2025
ماهي شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة Cocoon
مدرسة الروابي للبنات هل خدش الحياء أم لمس الجرح
مجلس الوزراء يوافق على تعديل رسوم هيئة الأوراق المالية 2025
لأول مرة منذ 14 عاما .. "آيفون 17" يعيد آبل إلى الصدارة العالمية
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية