علامات تحذيرية لتراكم الدهون حول القلب

mainThumb
تعبيرية

30-07-2025 06:30 PM

السوسنة - لا تقتصر الدهون الزائدة على منطقة البطن كما يُشاع، بل إن الجسم قد يخزن دهونًا خطيرة في مناطق أقل وضوحًا، من بينها ما يُعرف بـ"الدهون فوق القلبية" أو "الدهون القلبية الحشوية" التي تتراكم مباشرةً حول عضلة القلب.

ويُعد هذا النوع من الدهون من أكثر الأنواع ارتباطًا بالمضاعفات القلبية، إذ تشير الدراسات إلى صلتها المباشرة بارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، واضطرابات نظم القلب، بل حتى خطر الموت القلبي المفاجئ.
موقع الدهون وتأثيرها على القلب
بحسب الدكتور أميت كومار تشوراسيا، رئيس قسم القسطرة القلبية بمستشفى "Artemis"، فإن الدهون فوق القلبية تتجمع بين عضلة القلب والغشاء المحيط بها، وتغطي ما يصل إلى 80% من سطح القلب، لا سيما في التجاويف والجدران الداخلية. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من الدهون يزداد مع تقدم العمر، وزيادة الوزن، والإصابة بداء السكري، كما يظهر عند النساء بنسبة تفوق الرجال.

هل تظهر أعراض واضحة؟
في المراحل الأولى، قد لا تسبب هذه الدهون أي أعراض، مما يجعل اكتشافها صعبًا. لكن مع تفاقم الحالة، تبدأ علامات مشابهة لأمراض القلب المبكرة في الظهور، ومنها:
شعور بالألم أو الضغط في الصدر
تعب غير مبرر حتى دون بذل مجهود
ضيق في التنفس عند الحركة الطفيفة
دوار متكرر دون سبب واضح
اضطرابات في نبض القلب
تورم في الساقين
ويحذر الأطباء من أن تجاهل هذه الأعراض، رغم بساطتها الظاهرة، قد يخفي مشكلات هيكلية ووظيفية في القلب تستدعي تدخلاً عاجلًا.
العوامل التي تسرّع تراكم الدهون القلبية
تلعب أنماط الحياة غير الصحية دورًا كبيرًا في تراكم الدهون حول القلب، ومن أبرز العوامل المساهمة:
السمنة وزيادة الكتلة الدهنية
الكسل وقلة النشاط البدني
تناول أغذية غنية بالدهون المشبعة والسكريات
التدخين والإفراط في استهلاك الكحول
ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم
اضطراب مستويات السكر في الدم
قلة النوم أو النوم غير المنتظم
وترتبط هذه الدهون بحالة تُعرف باسم "تشحم القلب"، وهي مشابهة في تأثيرها لمتلازمة التمثيل الغذائي ومرض الكبد الدهني، حيث تؤدي إلى اضطرابات التهابية وعوائق في عملية الأيض داخل أنسجة القلب.
مضاعفات قد تصل إلى خطر الموت المفاجئ
تراكم الدهون حول القلب لا يقتصر على التأثير في الشكل البنيوي، بل يتجاوز ذلك ليؤثر على تنظيم الإشارات الكهربائية داخله، مما يرفع احتمالية الإصابة بالرجفان البطيني، والنوبات القلبية، ويزيد من صعوبة التدخلات الطبية كالرسم الكهربائي أو الكيّ بالترددات الراديوية. دراسة نُشرت عام 2019 في كتاب "Clinical Arrhythmology and Electrophysiology" خلصت إلى أن هذه الدهون قد تُربك الأدوات التشخيصية وتجعل الإجراءات العلاجية أكثر تعقيدًا.
كيف يتم اكتشاف الدهون القلبية؟
تتوفر عدة فحوصات طبية دقيقة يمكن أن تكشف وجود هذه الدهون:
تخطيط صدى القلب (Echocardiogram): لرصد بنية ووظائف القلب الداخلية
التصوير الطبقي المحوسب (CT): لتحديد كمية الدهون وتوزيعها بدقة
الرنين المغناطيسي (MRI): لفحص التأثيرات على أنسجة القلب
كما يمكن استخدام تخطيط كهربائي للقلب (ECG) وجهاز هولتر لمراقبة نبض القلب على مدار اليوم لاكتشاف أي خلل في النظم.
كيف يمكن التخفيف من هذه الدهون؟
ورغم صعوبة إزالة الدهون المتراكمة داخل العضلة القلبية نفسها، فإن الإجراءات الوقائية والتحسينات في أسلوب الحياة تؤثر إيجابيًا في تقليل الدهون المحيطة بالقلب، وأبرزها:
خسارة الوزن والمحافظة على وزن صحي
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والخضروات
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي والسباحة
تحسين جودة النوم
التحكم في الضغط النفسي والتوتر اليومي
ويُعد التشخيص المبكر والتدخل الفوري عاملًا أساسيًا في منع تطوّر الحالة وتقليل فرص حدوث المضاعفات الخطيرة.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد