لماذا الكتل الحارة تصل بسهولة إلى منطقتنا؟ طقس العرب يوضح

mainThumb

07-08-2025 12:26 AM

عمان - السوسنة

خلال معظم شهور السنة، وخاصة في فصلي الربيع والصيف، تندفع الكتل الهوائية الحارة بسرعة وسلاسة نحو منطقتنا، في حين تبقى الكتل الباردة بعيدة ولا تصل إلا نادرًا، ووفق شروط جوية خاصة. هذا السلوك الجوي الملاحظ يطرح تساؤلات دائمة حول أسبابه.

وفي هذا السياق، أوضح خبراء الأرصاد الجوية في مركز "طقس العرب" أن السبب الرئيسي وراء سهولة وصول الكتل الحارة، مقابل صعوبة وصول الباردة، يعود إلى الموقع الجغرافي للمنطقة. فبلاد الشام تقع ضمن نطاق العروض الوسطى والدنيا، وهي أقرب إلى مصادر إنتاج الكتل الحارة مثل الصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية، ما يجعلها عرضة مباشرة لتأثير الكتل الحارة متى توفرت الظروف الجوية المناسبة.

أما الكتل الهوائية الباردة، فتتشكل عادة في العروض العليا مثل شمال أوروبا وسيبيريا، وتتطلب مسارًا طويلًا وعبور أنظمة جوية متعددة لتصل إلى شرق المتوسط. هذه المسافة الطويلة تجعلها أكثر عرضة للتفكك أو الانحراف بسبب المرتفعات الجوية التي تتحكم بحركتها.

وأشار المركز إلى أن التيار النفاث – وهو تيار هوائي قوي في طبقات الجو العليا – يلعب دورًا حاسمًا في توجيه هذه الكتل. ففي العديد من الحالات، يعمل التيار النفاث كحاجز يمنع نزول الكتل الباردة نحو منطقتنا، أو يقوم بتحويل مسارها نحو إيران وباكستان شرقًا أو إلى الحوض الغربي للمتوسط غربًا، وفقًا لتوزيع الأنظمة الجوية في المنطقة.

وبينما تُظهر الكتل الباردة تذبذبًا في وصولها وانحرافًا عن المسار، فإن الكتل الحارة تبدو أكثر استقرارًا واتساعًا. فهي تنشأ من مناطق قريبة مثل العراق وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وتمتد أفقيًا على مساحات واسعة، مما يمنحها ثباتًا أكبر على خرائط الطقس ويجعل تأثيرها مباشرًا وقويًا.

وتابع الخبراء: "موجات الحر غالبًا ما تكون سهلة التنبؤ ورصدها أكثر دقة، نظرًا لاستقرار مصدرها وحجمها الكبير نسبيًا، ما يساعدها على التوغل دون تأثر يُذكر بالأنظمة الجوية المعاكسة."

ويخلص "طقس العرب" إلى أن قرب مصدر الكتلة الهوائية من المنطقة، واتساع حجمها، يزيد من احتمالية وصولها بثبات. وعلى العكس، فإن الكتل الباردة البعيدة وصغيرة الحجم، تجد صعوبة في الوصول إلى منطقتنا دون أن تتأثر بالعوائق الجوية.

والله أعلم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد