صمت بلا معنى… حين تُغتال الحقيقة في غزة

mainThumb
جنازة الصحفيين في غزة

11-08-2025 10:29 PM

في الوقت الذي تتساقط فيه القذائف على غزة، وتحترق الكاميرات بأصحابها، يقف العالم العربي والمجتمع الدولي الرسمي أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني الإرهابي — ذلك الكيان اللقيط الذي زرعته القوى الاستعمارية الأوروبية في قلب المنطقة العربية تحت مسمى "إسرائيل"، ليكون قاعدة دائمة للإرهاب والتمييز العنصري.

لكن ما يثير الألم أكثر من وحشية الاحتلال نفسه، هو ذلك الصمت العربي الرسمي المريب، وكأنّ ما يجري في غزة لا يعنيهم، وكأنّ دم الصحفي الذي يسقط وهو يوثّق الحقيقة أقل قيمة من أي خبر عابر في نشرات المساء. هذا الصمت بات "بلا معنى"، خاصة في ظل التزامات دولية واضحة نصّت عليها اتفاقيات جنيف لحماية الصحفيين أثناء النزاعات، وضمان حقهم في نقل الحقيقة بحرية وأمان.

كيف يمكن تفسير هذا التخاذل بينما يتزايد عدد الشهداء من الصحفيين في غزة، ويتحول استهدافهم إلى سياسة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني؟ كل صاروخ يستهدف خيمة صحفي، وكل رصاصة تصيب حامل الكاميرا، ليست فقط جريمة حرب، بل هي عملية إعدام علنية للحقيقة نفسها.

لقد تجاوز الأمر حدود المواقف السياسية إلى اختبار أخلاقي وإنساني، ومع ذلك، يختار كثير من الأنظمة الرسمية أن يكتفوا ببيانات باهتة، لا توازي هول الفاجعة. هنا يصبح الصمت "بلا معنى"، ويغدو التبرير خيانة، والتقاعس مشاركة غير مباشرة في الجريمة.

إن التاريخ لا يسجل فقط أسماء القتلة، بل يحفظ أيضًا أسماء من صمتوا وهم يرون الحقيقة تُدفن تحت الركام، والكاميرات تتحول إلى شواهد قبور لأصحابها. في غزة اليوم، المعركة ليست بين جيش ومقاومة فقط، بل بين من يصرّ على إبقاء الحقيقة حيّة، ومن يختار أن يتركها تُغتال بصمت… صمت بات حقًا بلا معنى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد