شاب لم ينم لعامين يثير دهشة العلماء

mainThumb
تعبيرية

23-08-2025 03:56 PM

السوسنة - أثار شاب يُدعى أوليفر ألفيس جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية بعد أن ادعى أنه لم ينم إطلاقًا لمدة عامين كاملين، في حالة نادرة وغامضة دفعت علماء الأعصاب إلى إعادة النظر في فهمهم لآليات النوم.

ويقول ألفيس، الذي كان يعمل سائق قطار وحصل على رخصة طيران، إنه فقد صحته ومنزله وعمله وشريكته بسبب اليقظة المستمرة التي وصفها بأنها "حرمان شبه كامل من النوم"، مؤكدًا أنه لا يشعر بالنعاس ولا يغفو مطلقًا، وأن ما يعيشه ليس مجرد أرق، بل انهيار شامل في قدرته على الراحة والتعافي.

وقد وافق فريق من علماء الأعصاب في جامعة ستانفورد على دراسة حالته عن بُعد بعد أن أرسل إليهم نتائجه الطبية، حيث قال أحد الباحثين: "ما يصفه أوليفر قد يكون مفتاحًا لفهم كيفية عمل النوم في الدماغ. إذا تمكنا من دراسة حالته عن قرب، فقد نكتشف آلية جديدة للتحكم في النوم".

وفي تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أوضح ألفيس أنه خضع لجميع أنواع التخدير، بما في ذلك العقاقير المستخدمة قبل العمليات الجراحية، لكنه لم يفقد الوعي، مشيرًا إلى أنه قضى الأشهر الـ21 الماضية في ما وصفه بـ"كابوس يقظة"، حيث يشعر بجسده وكأنه يحترق من الداخل، ويعاني من ضغط شديد في الرأس، وآلام حادة في المفاصل والعظام والعضلات، إلى جانب ضعف في البصر، واضطرابات في الهضم، وانعدام القدرة على التواصل أو الشعور بالراحة.

وقال ألفيس: "أشعر وكأنني في درع حديدية، وعيناي تذوبان خارج جمجمتي. لا أستطيع المشي في خط مستقيم، ولا شيء يمنحني متعة أو راحة. لقد فقدت تقريبًا كل شيء. الشخص الذي كنت عليه قد اختفى".

وفي تعليق علمي على الحالة، قال البروفيسور غاي ليشزينر، طبيب الأعصاب الاستشاري ومؤلف كتاب "الدماغ الليلي"، إن الأرق التام يُعد حالة قاتلة، مشيرًا إلى أن الكلاب التي تُبقى مستيقظة تموت خلال 17 يومًا، والفئران خلال 32 يومًا، ما يجعل ادعاء ألفيس بعدم النوم لمدة عامين أمرًا غير قابل للتصديق علميًا، إلا إذا كان نومه مجزأ أو سطحيًا لدرجة أنه لا يشعر به.

ويُعرف هذا النوع من الحالات بـ"الأرق المتناقض" (Paradoxical Insomnia)، حيث يعتقد المريض أنه لا ينام إطلاقًا، رغم أن أجهزة تتبع النوم تُظهر فترات نوم قصيرة أو غير عميقة. وقال ليشزينر: "رأيت مرضى يقسمون أنهم ظلوا مستيقظين أيامًا، بينما تؤكد أجهزة الرصد أنهم ناموا لساعات، حتى لو لم يشعروا بذلك".

لكن أوليفر يرفض هذا التفسير، مؤكدًا أن الأمر ليس نفسيًا، بل جسديًا، وأنه حتى تحت تأثير المهدئات القوية، لم يظهر أي نشاط نوم حقيقي على جهاز تخطيط الدماغ.

وأضاف أنه تواصل مع عيادات في الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا، وسافر إلى البرتغال طلبًا للمساعدة، لكنه لم يجد أي جهة قادرة على التعامل مع حالته، رغم توسلاته المتكررة بإدخاله إلى المستشفى ومراقبته لفترات طويلة.

وتبقى حالة أوليفر لغزًا طبيًا محيرًا، يثير تساؤلات عميقة حول حدود المعرفة الطبية في مجال النوم، ويطرح تحديًا أمام العلماء لفهم ما إذا كانت هناك آليات غير مكتشفة تسمح للجسم بالبقاء في حالة يقظة مستمرة دون انهيار كامل.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد