جرائم الاحتلال وفشل مشروعه في غزة

mainThumb

01-09-2025 11:27 PM

يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في مشهد دموي يتجلى فيه الإرهاب بأوضح صوره. فبعد مرور ما يقارب العامين من العدوان الوحشي، لم يتمكن هذا العدو من تحقيق أهدافه المعلنة، وعلى رأسها السيطرة على مدينة غزة وإخضاعها، أمام صمود واستبسال المقاومة الفلسطينية التي أثبتت مرة بعد أخرى قدرتها على إفشال مخططات الاحتلال رغم الفارق الشاسع في الإمكانيات العسكرية.

المقاومة الفلسطينية، التي تقاتل دفاعًا عن الأرض والكرامة، حولت شوارع وأزقة المدينة إلى ميدان استنزاف حقيقي للآلة العسكرية الصهيونية، ما جعل الاحتلال يعيش مأزقًا استراتيجيًا وسياسيًا. فشل العدو في معركة غزة شكّل صفعة قوية له، وأظهر أن حساباته الميدانية والأمنية لم تكن سوى أوهام تسقط عند أول مواجهة مع إرادة شعب مؤمن بحقوقه.

وفي مقابل هذا الفشل العسكري، صعّد الاحتلال من جرائمه ضد المدنيين العزل، فاستهدفت غاراته المنازل والمستشفيات والمراكز التعليمية، وارتكب مجازر لم يسلم منها حتى الرضع. مشاهد الأطفال الشهداء الذين انتشلوا من تحت الأنقاض كشفت للعالم الوجه الحقيقي لهذا الكيان، وأكدت أن ما يُمارَس في غزة ليس حربًا عسكرية، بل حرب إبادة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني برمته.

هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية لم تتوقف عند حدود غزة، بل تعكس أطماع الاحتلال التوسعية في المنطقة العربية. فالتجارب التاريخية تُظهر أن هذا الكيان لم يلتزم يومًا بأي اتفاقية سلام، سواء مع مصر أو الأردن أو غيرهما من الدول العربية، بل استغل هذه الاتفاقيات كغطاء لتمرير مخططاته التوسعية. وما يجري في فلسطين اليوم هو جرس إنذار لهذه الدول بأن المشروع الصهيوني لا يعرف حدودًا، وأن أطماعه تتجاوز الأرض الفلسطينية لتطال المنطقة بأسرها.

إن صمود غزة والمقاومة البطولية لأبنائها يشكل اليوم خط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية، في وجه عدو لا يعرف إلا منطق القوة والقتل والتهجير. والتاريخ سيسجل أن غزة الصغيرة بحجمها والكبيرة بإرادتها، أوقفت عجلة أطماع الاحتلال، وأثبتت أن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما بلغت وحشية المعتدي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد