خطاب العرش : تجديد المسار الوطني

mainThumb

26-10-2025 04:46 PM

يحمل خطاب العرش السامي الذي تفضل بإلقائه جلالة الملك عبدالله الثاني دلالاتٍ أعمق من كونه افتتاحًا لدورةٍ برلمانية جديدة فهو بمثابة إعلان تجديدٍ للمسار الوطني في زمن تتقاطع فيه التحديات الداخلية والإقليمية مع تحولاتٍ عالمية غير مسبوقة. في كل فقرة من الخطاب كانت تتجلى ملامح مدرسةٍ سياسية أردنية تقوم على الثبات في المبدأ والمرونة في الأسلوب وهي سمة القيادة الهاشمية التي جعلت الأردن يصمد حيث تهاوت أنظمة وانفرطت تحالفات.
الخطاب جاء هادئًا في نبرته لكنه عميق في مضمونه إذ أعاد جلالة الملك التذكير بأن الأردن لم يُبنَ بالصدفة بل بالإرادة وبأن قوته الحقيقية تكمن في وعي شعبه ووحدة مؤسساته. ودعا جلالته إلى تجديد مفهوم الأداء العام ليغدو أكثر التزامًا ومساءلة مؤكدًا أن الإصلاح لا يُقاس بالشعارات بل بالنتائج التي تمس حياة المواطن اليومية. هذه الإشارة ليست عابرة بل رسالة مباشرة إلى مؤسسات الدولة بأن زمن التردد قد انتهى وأن المرحلة المقبلة تتطلب إنجازًا فعليًا لا وعودًا مؤجلة.

اقتصاديًا،،، أضاء الخطاب على جوهر التحول الإنتاجي داعيًا إلى بناء اقتصاد وطني متحرر من الاتكالية قائم على التنمية. أما سياسيًا، فقد أكد جلالته على ثبات الموقف الاردن ضمن رؤية سياسيه اساسها نضجًا متوازنًا دون قفزات غير محسوبة.

وفي البعد الإقليمي، ثبت الملك مجددًا موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على القدس، رافضًا أي حلول تنتقص من الحق الفلسطيني أو تساوم على السيادة الأردنية. كما شدد على دور المملكة في حفظ الاستقرار الإقليمي، مستندًا إلى مصداقيةٍ اكتسبها عبر عقود من المواقف الواضحة والوساطة العاقلة، بالاضافه الى وقوف الاردن بكل امكانياته مع الاشقاء في قطاع غزة مؤكدا بذلك ان الاردنيين هم السند لكل الاشقاء .

إن خطاب العرش لهذا العام لم يكن مجرد خطاب دولة، بل بيان وطني شامل يرسم ملامح "الجيل الأردني الجديد" برفقة صاحب السمو الملكي الامير الحسين بن عبدالله و الذي يقوده الملك بثقة نحو المستقبل مشرق، بروحٍ من الواقعية والإصرار، وبإيمانٍ عميق بأن الإصلاح ليس لحظة عابرة، بل مسارٌ دائم يتجدد كلما تجدد الإخلاص للوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد