مسيرات المليشيا المأفونة

mainThumb

29-10-2025 02:43 PM

الشيء المتبقي لكي يجري طرحه الآن، هو شيء أحادي الجانب متعلق بعملية التلاشي، التي أعطت شكلاً جديداً للميليشيا المارقة، التي دأبت على استهداف البنية التحتية منذ ما يقرب على عامين، فالهدف الذي يحوم أمام أعين قادة "الدعم الصريع"، كلما طافوا بالبقاع والمشاهد، التي أرغمت القوات المسلحة أنوفوهم فيها، أن تحدد على نحو عرضي، محطات المياه، والكهرباء، والجامعات، والمستشفيات، وحتى السدود، التي تظل قابعة داخل وعيهم الأجوف، فالعزيمة النفاذة، والهمة الخلاقة، والدرجة القصوى، التي يجري احرازها، والتي تصيب حاضر الدولة، وحاضر الحياة التي تعيشها المدن والمجتمعات، هو طرق هذا الباب، الذي ظنت المليشيا أنه متاحاً للجميع، وأنها يمكن أن تساهم في تقدم هذه المسيرات، وتنتفع من ثمارها، لقد ظنت المليشيا المأفونة أن ميدان العمل مفتوحاً على مصراعيه أمام هذه المسيرات، بعد أن باتت هي المجال الوحيد الذي يمكن أن يمارسوا فيه نشاطهم المقيت، فالمليشيا التي تنحصر أغلى أمانيها في رضاء كفيلها الخليجي عنها، دفعت ثمن هذا الظن باهظاً، فنزوع المليشيا إلى البقاء في المشهد، وخوفها من سيدها الذي احمر وجهه، وانقدحت عيناه، من انتصارات القوات المسلحة المتتالية، هما من دفعا المليشيا الممقوتة لمهاجمة الخرطوم وسنار والدمازين، هي فعلاً تريد أن تلفت الأنظار عن انتصارات الجيش التي تزداد معالمها وضوحاً، فانتصارات أسود الكريهة التي اتخذت طابعاَ ثابتاً، خلق قدراً كبيرا من النفور بين أوساط داعمي المليشيا البغيضة فالجأهم شيوع التزمت هذا، وضيق الأفق، لاتخاذ هذا النمط من الهيجاء.
ومسيرات الدعم الصريع التي لا تهدأ ثائرتها حتى تنتقم، أخفقت أن تحقق أهدافها ومصالحها، لأن قوات الدفاع الجوي التي اصطبغت بصبغة أزلية لم تتغير أو تتبدل، قوّت فيها هذا الشعور بالعجز عن تغيير الواقع، وأخبرتها في جلاء أن محاولاتها لن تجدي فتيلا، وأن سماء السودان ليس هناك تفاوتاً هائلاً بين طبقاتها، فكلها على وجه التحديد، كالحصن المغلق، في قمة جبل وعر لا يمكن اقتحامه، لقد تصدت قوات الدفاع الجوي في أشكال لا حصر لها، لهذه المسيرات الواهية التي كانت تعتقد اعتقاداً جازماً بأن قدرتها على التغيير تسري على كل شيء، وبأنه لا توجد عوائق تمنعها من استهداف المنشآت الحيوية، ولكن ملاحم قوات الدفاع الجوي وقفت حائلاً في وجه مسيرات الدعم الصريع.
إذن لا يمكن القول أن هناك نقطة من المحتمل أن يتوقف عندها هذا النجاح، فالقوات المسلحة التي تواجه حقائق داعمي المليشيا المهزومة، وتعرفها معرفة علمية، تدرك أن بعض هؤلاء الداعمين خاصة في "دويلة الشر الخليجية" قد وصل بهم الاستغراق في أعمالهم المستهجنة إلى حد إهمال حياتهم الشخصية، التي الأجدر أن يراعوها لما فيها من منفعة، وأن يتركوا عنهم الشهادات الكاذبة، والمنطق المغلوط، واللافتات الصارخة، والصراخ والتهويل، الذي لم يعد يبث في نفوس الغرب ايحاء أو اقتناعاً، لأنه يتنافي في كثير جداَ من الأحيان مع أبسط مقتضيات الصدق والواقع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد