من قصص الخيال البوليسي .. الفصل السابع

mainThumb

30-10-2025 02:19 PM

جريمة على شاطئ العشاق


“المرأة في مرمى الشك”

> عندما يجتمع المال والوسامة والنفوذ... لا بد أن تكون المرأة حاضرة، فهي دائماً الوجه الآخر للغموض!

مسقط
قال العميد حمد بنبرة هادئة تحمل شيئًا من الحذر:

> "أنا لا أجزم أن امرأة هي القاتلة، ولكن شيئًا في تفاصيل هذه الجريمة يهمس بأن للأنثى يدًا فيها. فهذه من الجرائم التي تميل إليها طبيعة المرأة، المجبولة على الغموض، وعلى حبها لتفاصيل لا يراها الرجال."

ثم أطرق برأسه، وجذب أقرب كرسي، وجلس بجوار المقدم سالم قائلاً:

> "الحقيقة يا رفاق، ستكون مهمتنا معقدة للغاية. الرجل بسيط، واضح مثل معادلة 2+3=5، أما المرأة..."
ضحك وقال:
"المرأة عندها دائمًا 2×3=6!"
ثم رفع نظره نحوهم متسائلًا:
"هل فهمتم النظرية أيها السادة؟"

ابتسم الجميع وأجابوا بالإيجاب.
عندها تابع العميد حمد قائلاً بنبرة تحليلية صارمة:

> "سؤال يحيرني: لماذا وضع القاتل الجثة في طريقنا؟ لماذا لم يترك الجرعة القاتلة تقوم بمهمتها داخل الجسد بصمت؟ لو تركه يموت على سريره لظن الجميع أنها سكتة قلبية، وانتهى الأمر دون ضجيج أو تحقيق أو تشريح للجثة... ولكن، لماذا تعمد إثارة الانتباه؟ ما الهدف من هذا الاستعراض؟"

وسكت فجأة كأنه غاص في دوامة تفكير، بينما كانت العيون تلاحقه في صمتٍ مترقّب.

في الزاوية، كان النقيب محمد يجلس إلى جوار النقيب منى، فمال نحوها هامسًا:

> "ما الذي يقصده العميد بهذه النظرية؟ بصراحة لم أفهم تلك المعادلة!"

ابتسمت منى وقالت وهي ترفع حاجبيها:

> "يقصد أن الرجل بطبيعته بسيط في نظرته للأشياء، بينما المرأة تنسج من البساطة عالماً من التعقيد."

ضحك محمد وقال بجدية خفيفة:

> "يبدو إذن أن وراء هذه الجريمة امرأة فعلاً، فالرجل المقتول وسيم وذو مركز مالي مرموق، ولا بد أن تكون المرأة حاضرة في المشهد بطريقة أو بأخرى."

هزّت منى رأسها ببطء، وقالت بنبرة متفكرة:

> "ربما يكون كلامك صحيحًا..."

---

فيلا عبدالعزيز

كانت منى تغرق في التفكير، مستحضرة كلمات العميد حمد:

> "لماذا وضع القاتل الجثة في طريقنا؟"
سؤال ظل يرن في رأسها بإلحاح.
"لماذا لم يترك عبدالعزيز يموت على سريره؟ لماذا حمله وتركه يكمل موته خارج منزله؟"

والصدفة الغريبة أن بيت عبدالعزيز يجاور بيت هدى...
والمسكينة لا تعلم!

ابتسمت منى بأسى وهمست:

> "آه يا هدى... حبيبتي هدى. سأذهب إليك هذا المساء لأطمئن عليكِ. كم هي مؤلمة حكايتكِ، تبحثين عن حبيبكِ في كل بقاع الأرض، وهو لا يبعد عنكِ سوى أمتار قليلة! لا تستطيعين أن تبكيه مثل سائر العاشقات، ولا أن تصرّحي بأنه غدر بكِ ورحل دون حتى كلمة اعتذار!"

تنهدت ثم قالت لنفسها:

> "سأذهب إليها، وربما نقوم بجولة حول بيت عبدالعزيز... لعلنا نلمح القاتل. أليسوا يقولون إن القاتل غالبًا ما يعود ليتفقد مكان جريمته؟ أم أن هذه المقولة لا تنطبق إلا على الأوروبيين، بينما قتلتنا هنا يفرّون بعد فعلتهم ولا يعودون؟"

---

جلست الصديقتان تتبادلان أطراف الحديث، وسُرّت منى حين رأت هدى تتعافى تدريجيًا من جرحها القديم. ذلك منحها الشجاعة لتطلب منها مرافقتها في جولة قصيرة خارج المنزل، دون أن تصرح بهدفها الحقيقي.

وحين وصلتا إلى الفيلا رقم 6، أشارت هدى إلى المنزل قائلة:

> "هذه فيلا صديقتي منال بنت غازي، لكنها لم تسكنها بعد."

جحظت عينا منى من المفاجأة وكادت تصرخ:

> "يا إلهي... هذه هي فيلا عبدالعزيز!"
تداركت الموقف سريعًا وابتسمت افتعالًا:
"صديقتك منال؟ غريب... لم تحدثيني عنها من قبل."

قالت هدى محاولة التذكر:

> "تعرفت عليها منذ فترة قصيرة، عندما كنتِ أنتِ في مهمة. أظن أنكِ قلت إنك ذاهبة إلى تونس، أليس كذلك؟"

ضحكت منى وقالت:

> "نعم... حين أخبرتِني أن زفافك قد تأجّل."

وفجأة، انفجرت هدى في بكاء هستيري، والدموع تتساقط على وجنتيها وهي تردد:

> "نعم، نعم... كان العريس عبدالعزيز!"

ارتبكت منى خوفًا من أن يراها أحد على هذا الحال، فأمسكت بيدها وقالت بحنان:

> "هيا بنا يا عزيزتي... لنعد إلى المنزل."

---يتبع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد