بوش ومجموعة السبع يدعوان الى "رد عالمي جدي" لمواجهة الازمة المالية

بوش ومجموعة السبع يدعوان الى "رد عالمي جدي" لمواجهة الازمة المالية

11-10-2008 12:00 AM

بعد اسبوع اسود للبورصات اتفق الرئيس الاميركي جورج بوش وكبار مسؤولي المال في مجموعة السبع السبت على التحرك بصورة جدية على المستوى العالمي لمواجهة الازمة التاريخية التي تهدد النظام المالي الدولي.

وقال بوش اثر اجتماعه لاربعين دقيقة مع وزراء ورؤساء المصارف المركزية لدول مجموعة السبع ورئيس البنك الدولي والمدير العام لصندوق النقد الدولي "الجميع مقر باننا ازاء ازمة شاملة تتطلب ردا جديا على المستوى العالمي".

كما حضر اللقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخزانة هنري بولسون ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي.وجاء اجتماع بوش بالوزراء بعد 12 ساعة من نشر وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية لدول مجموعة السبع الجمعة بواشنطن "خطة عمل" من خمس نقاط لمواجهة الازمة المالية تعهدوا بموجبها بحماية المصارف الكبرى من الافلاس.

وقال بيتر موريسي البرفسور في جامعة مريلاند باسف "لا يوجد اي شيء لتهدئة الاسواق ما من سبيل للتوصل الى ذلك" فيما استطرد روبرت بروسكا من منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) هازئا "انه هواء جيد لكنه مجرد هواء" مضيفا "لا يوجد ولو وعد واضح واحد".

وقد افتتحت سوق المال السعودية وهي اول بورصة تعمل منذ قمة مجموعة السبع على تراجع بنسبة 7 % لتنخفض دون الحاجز النفسي لستة الاف نقطة. لكن هذا التدهور ناجم ايضا على الارجح عن الانخفاض المستمر لاسعار النفط الذي تراجع الجمعة الى ما دون الثمانين دولارا للبرميل في نيويورك و75 دولارا في لندن.

ولفتت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد الى ان تعهد وزراء المال وحكام المصارف المركزية لمجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع (المانيا كندا الولايات المتحدة فرنسا ايطاليا اليابان وبريطانيا) بحماية المصارف الكبرى من الافلاس يعتبر رسالة "قوية للغاية".

ومن شأن ذلك ان يسمح في الواقع تفادي انهيار عملاق اخر مثل ليمان براذرز الذي تركته ادارة بوش يسقط في 15 ايلول/سبتمبر مما سرع في تفاقم الازمة.

يبقى ان عمليات الافلاس ما زالت متواصلة في القطاع المصرفي الاميركي بين تلك التي تقل شهرة. ومساء الجمعة اعلنت السلطات الاميركية افلاس مصرفين محليين في ميشيغن وايلينوي ليصبحا المصرفين الرابع عشر والخامس عشر اللذين ينهاران في العام 2008.

ودعا المفوض الاوروبي للمسائل الاقتصادية والنقدية جواكين المونيا متشائما السبت الى التحرك "بسرعة" لتسوية "مشكلة السيولة" في السوق بين المصارف التي قد تؤدي الى مشكلات جديدة لجهة القدرة على تسديد الديون للبنوك.

ومبدئيا تنص خطة مجموعة السبع على ان تبذل الدول الاعضاء الجهود اللازمة "لتحريك الاموال من اجل التأكد من حصول المصارف والمؤسسات المالية على السيولة والرساميل". كما تنص على ان تسمح الدول للمصارف بجمع رؤوس اموال من القطاعين العام والخاص. وتدعو ايضا الى تقديم ضمانات "متينة ومتجانسة" من قبل السلطات العامة لاستعادة ثقة المودعين في سلامة ودائعهم والى حل مشكلة سوق الرهن العقاري التي كانت سبب الازمة المالية الحالية.

وراى وزير المالية الالماني بير شتاينبروك ان هذه الخطة اشارة واضحة موجهة الى الاسواق المالية و"الاسواق يمكن ان تهدأ".

كذك كرر حاكم مصرف فرنسا كريستيان نواييه بلهجة مهدئة الجمعة ان البنوك المركزية "مستعدة للتحرك في اي لحظة".

لكنه رفض توضيح ما اذا كان في نيتها القيام بخطوات جديدة منسقة على غرار ما فعلت الاربعاء مع خفض معدلات الفائدة الرئيسية بنصف نقطة في بادرة غير مسبوقة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 اتخذتها ستة مصارف مركزية بينها الاحتياطي الفدرالي الاميركي والبنك المركزي الاوروبي.

كذلك تعهد البنك المركزي الصيني السبت بمواصلة تعاون وثيق مع نظرائه الاجانب.وبعد اجتماع وزراء مال وحكام مصارف مجموعة السبع تستضيف واشنطن السبت اجتماعا لمجموعة العشرين يضم وزراء وحكام مصارف كبرى الدول الغنية والناشئة.

ثم ستقدم مجموعة اليورو مساهمتها الاحد اثناء اجتماع في باريس. وسيكون هدف هذه القمة "التأكد داخل منطقة اليورو من ان المبادىء المحددة من مجموعة السبع المالية" ستتوسع وحتى "الذهاب ابعد من ذلك" كما قالت لاغارد.

وفضلا عن رؤساء الدول والحكومات في منطقة اليورو ستجمع هذه القمة رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه.

وفي فرنسا بحث الرئيس نيكولا ساركوزي مع المستشارة الالمانية انغيلا مركيل موضوع هذه القمة السبت اثناء لقاء ثنائي لمناسبة افتتاح نصب شارل ديغول في كولومبي ليه دوزيغليز بوسط فرنسا. واعلن الجانبان في نهاية الاجتماع تطابق وجهات نظرهما بشأن ادارة الازمة المالية.

ويلتقي ساركوزي رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون الاحد قبل اجتماع المجموعة الاوروبية في الاليزيه.

يبقى الان معرفة ما اذا كانت هذه الاجتماعات ستكفي لتهدئة المخاوف التي سيطرت على الاسواق.

في طوكيو عبر المحللون عن التشاؤم مساء الجمعة بعد اسبوع واصل فيه مؤشر كاك 40 تدهوره ليتراجع بنسبة 737% الجمعة لاقفال اسوأ اسبوع في تاريخه والعودة الى ادنى مستوى منذ خمس سنوات.

وقد سجلت البورصات الكبرى هذا الاسبوع تراجعا كبيرا ينطبق عليه المفهوم غير الرسمي للانهيار --اي انخفاض الاسعار بما يزيد 20% في خلال بضعة ايام-- مما يبرر المقارنات مع ازمتي 1992 و1987.

ولم تفلح حتى الان في تهدئة الهلع لا خفض معدلات الفائدة ولا العمليات الكثيفة لدعم المصارف من الاموال العامة ولا ضمانات الايداعات التي قررتها الحكومات ولا الدعوات الى الهدوء التي وجهها كبار المسؤولين الماليين الدوليين.

وفي وضع ازمة لا بد من حل عاجل. وقد دعا وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون مساء الجمعة الى استخدام جزء من ال700 مليار دولار التي قررها الكونغرس للقيام بمساهمات مباشرة في المؤسسات المالية بغية اعادة رسملتها.

وهذه الالية التي سبق واستخدمت في الاسابيع الاخيرة في اوروبا ستكون الاولى في الولايات المتحدة منذ ازمة 1929 كما ستشكل طعنا بالمفهوم الليبرالي المتبع منذ عهد رونالد ريغان.

كما ان هنالك تحولا اخر متوقعا وهو التخلي عن الخطة الاوروبية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وهذا ما طالبت به السبت ايما مارتشيغاليا "سيدة الفولاذ" التي تترأس جمعية الصناعيين الايطاليين ونظيرها الالماني يورغن ثومان الذي قال "ان اي خيار من شأنه ان يهدد العمالة يجب تفاديه".

واشارت مجلة در شبيغل في عددها الذي سيصدر الاثنين نقلا عن مؤسسات المانية كبرى ان النمو الالماني سيبلغ 20% في 2009 مقابل 41 كما كان متوقعا في نيسان/ابريل./ ا ف ب /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد