رحلتي إلى الكويت

mainThumb

03-03-2014 11:22 AM

غادرت البيت يوم الاثنين 16/ربيع ثاني / 1435هـ ، الموافق 17/2/2014م نحو مطار الملكة علياء الدولي في عمان ، فانتظرت هناك حتى حان موعد رحلتي .

 

عندما وصلت مطار الكويت تأخرعليَّ الأخ غانم بن سحمي القصاب لسببٌ ما ، فقابلت شخص يدعى ( نايف بن عبدالكريم بن جبر النومس العنزي ) وهو يبلغ من العمر ( 50 سنة ) فقام جزاه الله خيرا بالبقاء معي لحين قدوم الأخ غانم بن سحمي القصاب .

 

وصل الأخ غانم بن سحمي القصاب ومعه ابن عمه الأخ خالد بن سحمي القصاب واصطحبوني إلى فندق يُدعى ( هوليداي ) يُطل على البحر ، ثم إلى ديوانهم ( ديوان آل سحمي القصاب ) .

 

وسحمي القصاب وهو جد الأخ غانم  و لقب بـ " القصاب " لشجاعته وسطوته وهو من شيوخ وفرسان قبيلة بني هاجر المذحجية الكريمة  وهم أهل ضيافة وكرم  وأذكر منهم الأخ عبيد وفهد وعبدالله ـ والد صديقنا خالد ـ وأبو عبيد الأخ محمد  وغيرهم من الأخوة الكرام .

 

تسكن الكويت بعض القبائل العربية كـ : ( (((العوازم ، الرشايدة ، الهرشان ، عتيبة ، حرب ، سبيع ، عنزة ، ضفير ، العجمان ، الدواسر ، مطير ، سهول ، حرب .. ) .
 

وقديما كانت الكويت تحت حكم آل عريعر شيوخ بني خالد الطائية ، وقد راسلت الأخ الحبيب علي الصيخان بهذا الأمر فأرسل لي قائلاً : ( الكويت هو تصغير لكلمة الكوت التي تعني الحصن باللغة البرتغالية وقد أقامه الشيخ سعدون بن محمد بن عريعر بن عثمان بن سعدون بن ربيعة آل حميد المتوفى سنة 1135 وهو أطول حكام بني خالد فترة ... ) .

 
في يوم 18 / 2 / 2014 مررت بقصر الشيخ خزعل وهو من شيوخ عرب الأحواز ويقع بقرب قصر دسمان ـ قصر الحاكم ـ والشيخ خزعل من بني كعب العامرية .


دخلت القصر وهو يتكون من طابقين وأبراج شبه دائرية على أطرافه ، وعندما شاهدته  تذكرت قول جرير  :

 

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا              بالدار دارا ولا الجيران جيرانا

 

وقد صنف الأديب الفارس أسامة بن منقذ كتابا سماه ( المنازل والديار ) جمع فيه كل ما قيل في الديار والمنازل والأوطان .

 

ذهبت إلى مكتبة البابطين وهي من أكبر المكتبات في الكويت وأطلعت على بعض الكتب النسبية فيها ، فوقعت على كتاب للرحيبي الحسيني ( !! ) سماه ( النجوم الزواهر في شجرة السيد الأمير ناصر ) وهو كتاب مشحون بالتخبطات والتساهل المفرط في انساب آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ .

وكذلك وجدت كتابا لمستشرق أوروبي يتكلم على قبيلتي ( الترابين ) وكذلك قبيلة ( المعازة ، الحويطات ، التياها ... ) وهذا الكتاب قد سمعت به قديما ولكن لم أطلع عليه وهو كتاب نقل بعض صور هذه القبائل في تلك الفترة .


اتصلت بابن العم ( مهند أبوبكرة الترباني ) وهو يسكن بمنطقة تُعرف بـ ( سلوى ) وجلست في ضيافته ومعي الأخ خالد بن سحمي القصاب فأكرمنا من كرم ضيافته  ، والأخ الحبيب ابن العم مهند مولع بتاريخ ديارنا وقبائلنا  .


مررت ببيت المستشرق ( ريشتارد ديكسون )  وهو قريب جداً للفندق الذي أقيم فيه ، والمستشرق ديكسون صنف كتابا سماه ( عرب الصحراء ) .

 

في 22 / 2 / 2014 قابلت أستاذنا ابن العم مؤرخ فلسطين الدكتور " سلمان أبو ستة " وبرفقتي ابن العم " مهند أبوبكرة " وقد تحدثنا عن قبائل جنوب فلسطين وقبيلتنا الترابين الجذامية خاصة وعن عوائلها وديارها قديماً وكان الحديث لا يمل لجماله وروعته .

 

وقد أهداني مطوية عن ديار قبائل بئر السبع  جزاه الله خيراً .

 

 

تنقلت في بعض معالم الكويت كـ ( سوق المباركية ) وهو من أقدم الأسواق الكويتية مزدحم بالناس وفيه ما هب ودب .

والإقلال من دخول الأسواق من فعل السلف وقد قال سفيان الثوري كما في ( حلية الأولياء ) ( 7/84) في وصيته لعلي المسلمي : ( وأقِلَّ دخول السوق ... ) .

 

وكذلك زرت ( مركز الوثائق الكويتية ) بصحبة الأخ غانم ، وأطلعت على بعض كتب المستشرقين عن بلاد العرب وقبائلها المعروضة في المركز ..

في الكويت تشاهد أجناس مختلفة من العرب والعجم جاءوا للعمل وكسب الرزق ، وما أجمل ما قال ابن زريق البغدادي :

تأبى المطامع إلا أن تجشمه               للرزق كداً وكم ممن يودعه

وما مجاهدة الإنسان توصله              رزقاً ولاذَعة الإنسان تقطعه

وقصيدة ابن زريق البغدادي من أجمل القصائد التي قيلت في التغرب عن الأوطان وطلب الرزق ، وقد جمع الأخ أبو تركي الترباني رسالة في شرح هذه الأبيات الجميلة .

وأحيانا طلب الرزق يُشغل المرء عن طلب العلم  ، فقد كانت أمنية القاضي عبدالوهاب كفاف العيش ولزوم العلم إلى الممات كما ذكر ذلك الشريشي في ( شرحه لمقامات الحريري ) ( 1/399) حيث قال : ( لما أوجع الفقر القاضي عبدالوهاب لأجل أدبه تمنى الكفاف ولزوم العلم إلى الممات فقال :

يا لهف نفسي على شيئين لو جمعا                   عندي لكنت إذاً من أفضل البشر

كفاف عيش كفاني ذل مسألة                          وخدمة العلم حتى ينقضي عمري

 

فلما فتح الله عليه بالرزق مات ، ولهذا نفوا الأدباء أن يجتمع المال والفهم في الغالب ).

وفي 25 /2 حيث موعد الطائرة للعودة إلى ديار الشام الأردن ـ حرسها الله ـ ودعت الأحبة وانطلقت راجعاً للديار ، فوصلت عمان الساعة السادسة والنصف مساءا .

وقد ذكر نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ عمَّان في حديثه كما أخرج مسلم في ( صحيحه ) ( 11/422) في وصف الحوض  : ( عرضه مثل طوله ما بين عمَّان إلى آيلة ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ) .

وآيلة هي العقبة وهي من ديار أرومتنا جذام وكذلك عمَّان ، وديار الشام هي من مرابض لخم وجذام وعاملة وطيء وكلب .

ومما يُميز ديارنا الأردن حرسها الله عن باقي الدول ، أنها تخلو من الروافض ـ الشيعة ـ وهذا من فضل الله ثم بجهد ملوكنا الهواشم ـ حفظهم الله ـ .


هذا موجز رحلتي إلى ديار الكويت ـ حفظها الله ـ .

 

 

الدكتور المؤرخ سلمان أبو ستة والنسابة أحمد أبوبكرة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد