إيران معنا أفضل ألف مرة من إيران علينا … نافز علوان

mainThumb

04-07-2015 10:34 AM

في عرف تحالف القوى، والذي تجلى في اقوى صوره، عندما تحالفت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، مع ندها وعدوها الأزلي آن ذاك الاتحاد السوفييتي، للإطاحة بالحلف النازي في الحرب العالمية الثانية.   أدركت الولايات المتحدة آن ذاك أن التحاد السوفييتي سيكون المرجح لكفة الرابح في تلك الحرب العالمية المصيرية ونجحت في وضع كل خلافاتها الاستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي جانباً  وكان النصر للحلفاء في الحرب العالمية الثانية بفضل انضمام الاتحاد السوفييتي للحلفاء وباعتراف كل القادة العسكريين، وهو أن لولا الكثافة العسكرية السوفييتية على أرض المعركة لما تمكن الحلفاء من التغلب على قوات المحور النازي والإطاحة به والجدير بالذكر هو أن الاتحاد السوفييتي تكبد أكبر خسائر بشرية وعسكرية في الحرب العالمية الثانية.  سقط للاتحاد السوفييتي في حروبه ضد قوات المحور ما يقرب من المليون ونصف المليون جندي في الحرب العالمية الثانية .

 
ورغم ان النصر كان بسبب وبفضل التواجد العسكري السوفييتي في الحرب العالمية الثانية إلا ان وسرعان بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية ما التزم الاتحاد السوفييتي بمواقفه الشيوعية وأقام ألمانيا الشرقية في اليوم الرابع من سقوط برلين.


نستفيد من التمهيد السابق هو ان التحالف مع من لدينا معهم خلاف استراتيجي أو حتى مذهبي كالذي بيننا وبين إيران - وكم هي غبية عبارة الخلاف المذهبي هذه - وقبل أن أعود إلى تلك النقطة الأساسية في خلافنا مع إيران ، يجب أن نركز على أهمية تجنيد إيران في الصف العربي لمواجهة هذا المخطط الأوربي الأمريكي الصهيوني .   تجنيد إيران في حرب المواجهة هذه مع الهجمة الأوربية الأمريكية الصهيونية هو قمة العقل، وأن نقارب وجهات النظر مع إيران وخلق جبهة موحدة مع إيران ضد هذه الهجمة الأوربية الأمريكية الصهيونية ولتشكيل حائط تصدي للخطر الذي يحيق بالعرب وبالعجم سواء.   أي خلاف طائفي يتضاءل خطره أمام خطر زوال عالمنا العربي وزوال الدين الإسلامي والذي هو مهدد ويعتبر اليوم مصدراً للإرهاب والدمار للعالم واصبحت هناك دول أوربية بأكملها تطالب بالقضاء على الإسلام وعلى رأسهم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإسرائيل.

 

 
الاستفادة من الخبرات الإيرانية العلمية وكذلك العسكرية والاستخبارية أمر لا يستهان به، حتى وإن قال المغرضين والمحرضين من الطرفين وبين الطرفين أن النزاع الشيعي السني هو نزاع مصيري وغلبه طرف على الطرف الآخر يعني زوال مذهب وانتصار مذهب على الآخر. هذا الطرح فيه هراء أكثر مما فيه من خطورة وجدية.   لم ولن يكن المذهب الشيعي مصدر خطر على السنة ولن يكن المذهب السني خطراً ولا يشكل تهديداً للمذهب الشيعي.   إلا أن التطرف والمتطرفين لدى الطرفين هو الذي خلق هذا الرعب لدى الطرفين من الطرفين. لم تكن ممارسات المسلمين الشيعة لمذهبهم مؤثرة ولا حتى ملموسة في مسار حياة المسلمين السنة، عاشت الطائفتان ماءات السنين بكل حب وسلام وما عرفوا التنازع فيما بينهم إلا بسبب شياطين تخرج من كلا الطرفين لإشعال الفتنة بين الطرفين والخلاف الذي تستغله تلك الفتن هو خلاف مصالح وخلاف مادي ماءة بالماءة ولا وجود للمذهب ولا للدين فيه سوي الشعار المرفوع.   إذاً من الغباء أن يدين الطرفان بدين واحد وأن يشهدوا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولا نتحد ونكون جبهة واحدة في حربنا مع أعدائنا وأعداء ديننا عرباً وعجماً.   نحن مقبلون على حرب إبادة للإسلام أولاً وللعرب ثانياً، هذه الحرب قرر قرع طبولها الغرب عندما زرعوا دولة بني صهيون بيننا ورفضنا قبولها وقررنا لفضها واستفراغها كما يستفرغ الجسد السليم سموماً تناولها رغماً عن إرادته،  قرروا أن حرب الإبادة في المنطقة العربية تبدأ بإبادة اديانهم وأقصر الطرق للإبادة الدينية هو إشعال فتيل الطائفية والمذهبية، حتى العرب المسيحيون محكوم عليهم هذه الإبادة لأنهم لا يخضعون لكرسي البابوية الأوربي والذي تمت سرقته من الكنيسة الشرقية الأم والتي مقرها منذ قيام المسيحية هو مدينة القدس، حرب الإبادة هذه هي للعرب عموماً بمختلف دياناتهم.

 

يجب أن نضع خلافاتنا المذهبية والطائفية جانباً وأن نتنبه لخطر هذا الحريق القادم لكي يلتهم المنطقة بالكامل، عرباً وعجماً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد