النكدي مخير لا مسير - د. خالد عايد الجنفاوي

mainThumb

25-07-2015 09:26 PM

يشير النَكَدي وفق أحد المصادر إلى “شخص من شأنه أن يجلب الهَم َ والحُزْنَ إلى نفسه وإلى مَنْ حوله” وذلك لأنه “رجل نكد شؤم عسر” فهو إنسان معقد يُنَكدُ على من هم حوله ويكدر عيشهم (المصدر: المعاني-لكل رسم معنى).
 
أعترف أنني أهتم بدراسة طبيعة وميول وتصرفات بعض الشخصيات السلبية النمطية وذلك لأنني أعتقد أن هذا النوع من الأشخاص غريبي الأطوار إما أنهم يكونوا فعلاً ضحايا وبغير إرادتهم لظروف صعبة, فيجب مساعدتهم والوقوف بجانبهم, أو أن بعضهم يتعمد اختيار التصرف بشكل سلبي بنية التنفيس عن غلهم ومزاجهم الحامض وأهوائهم المتقلبة وربما بقصد مضايقة من هم حولهم. تميل الشخصية النكدية إلى تنكيد وتعتيم صفو العلاقات الإنسانية, وذلك لأن هذا النوع من الأفراد معقدون للغاية وينظرون فقط للجانب المظلم من العالم الخارجي وربما يفعلون ذلك بسبب خوفهم أو رعبهم أو عدم معرفتهم كيفية عيش حياة إنسانية مجزية.
 
وبالطبع, يدرك الأسوياء والواثقون من أنفسهم أن نوعية الاختيارات الشخصية ستحدد طبيعة أسلوب الحياة التي سيعيشها الفرد, فإذا كان الإنسان مخيراً وليس مسيراً, فبالرغم من كل التحديات والمشكلات الصعبة التي يواجهها في حياته الخاصة والعامة, فالغلبة آخر الأمر ستكون لذلك للإنسان الذي يصر بإرادته الحرة على تجاوز ما يعيقه أو يمنعه عن عيش حياة إنسانية مجزية وإيجابية.
 
النَكَدي مخير لاَ مسير لأنه يختار بإرادته أن تهزمه تحديات ومشكلات الحياة, فبدلاً من استمراره في تجاوز العثرات والعراقيل التي يواجهها, يختار أن يستسلم لعسر الخلق وضيق النفس التي تسببها أحياناً طرق تفكير معوجة.
يعتنق النكدي طريقة تفكير معوجة حيث يفكر حول العالم الخارجي من حوله وكأن كل شيء يتآمر ضده, وهو على استعداد تام لإلقاء كل ما لديه وما يملكه من مقومات النجاح في وجه أول عاصفة تواجهه.
 
أحاول قدر ما أستطيع أن أبتعد عن النكدي حتى لا يصيبني ضرره, بل لا أتجرأ أحياناً على فتح أي نقاش معه أو حتى سؤاله عن أحواله! فيتصف هذا النوع المعقد من الناس بالتأثير المباشر على من هم حولهم وذلك لأن الطاقة السلبية تنتقل كالعدوى من الشخصية النكدية وتصيب من حولها, ورغم كل المضادات الحيوية التي اكتشفها الإنسان يبقى فيروس النكد عصياً على العلاج. أختار أن انطلق مع الحياة بروح مفعمة بالآمال والتطلعات الايجابية وسأستمر أقاوم كل أنواع التشاؤم المفبرك. - السياسة الكويتية
 
khaledaljenfawi@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد