نريد العيش بسلام.!! - د.شاكر كريم القيسي

mainThumb

06-10-2015 07:29 PM

 في عام 2015 وفي هذا الزمن  الذي شيد فيه الصينيون عمارة من 33 طابقا ب16 يوما فقط بخبراتهم الوطنية، حيث تعمل الكوادر من الصباح حتى العاشرة مساء ، لانجاز هذا الصرح العمراني العملاق، يذكرني هذا الحدث بالعمل الجهادي الوطني لكادر فني في وزارة الاسكان والتعمير بإعادة بناء جسر الجمهورية الذي خربه الاشرار عام 1991 بفترة قياسية قصيرة رغم صعوبة العمل وتوفير المواد الاساسية.

 

 في هذا العام 2015 تتفشى في عراق النفط  والثروات المعدنية والزراعية والموارد المائية والمليارات من الدولارات امراض الكوليرا والسرطان والجرب، فالمياه قليلة وشحيحة وان توفرت فهي ملوثة غير صالحة للشرب، والكهرباء التي اشعلت التظاهرات في عموم المحافظات، تطل علينا كما يطل علينا هلال العيد، اما البطالة فأصبحت افواجها تضاهي الافواج العسكرية في وزارتي الدفاع والداخلية والأفواج الفضائية، تزايدة التراكمات الاجتماعية، حيث اصبح المواطن يعاني من الضغوط النفسية والمشاكل الاقتصادية والسياسية المتراكمة بعد ان افرغت خزينة البلاد بجيوب الفاسدين، الصراع بين القوى السياسية الرعناء التي عاثت بالبلاد الخراب والدمار يشتد اكثر من اجل البقاء على السلطة فلا ابن الشمال ولا ابن الجنوب ولا ابن الغربية  ولا ابن الوسط فالكل سئم العيش الذليل ،التظاهرات التي تجوب المدن والاقضية والنواحي تقول لهؤلاء الساسة، دعونا نعيش برغد وسلام، اخرجونا من طيشكم السياسي والاعيبكم المفضوحة، سئمنا من شعاراتكم المزعومة التي لاتسمن ولا تغني من جوع، كفانا خطابات صماء، جوفاء، واصلاحات يتيمة، كم نتمنى ان يظهر الفاسدون على وسائل الاعلام بمحاكمات علنية، وكم نتمنى ان تظهر التحقيقات على الحوادث التي شكلت من اجلها هذه اللجان منذ عام 2006 ولحد اليوم، كم نشتاق ان نسير في الشوارع بامن وامان، وكم نتمنى ان يخرج الفاشلون والمرتجفون من التسييد على السلطة، وليتركوا لنا العيش متآخين بسلام وهدوء، دون حروب ودون تحالفات، دون سماع لصوت البارود والكواتم والراجمات، ان تركونا الفاشلين الفاسدين المنبطحين، سننعم بسلام كباقي الشعوب، ونلتفت لخدمة شعبنا ونعيد ترتيب شؤوننا ونحسن اوضاعنا، ونعيد اللحمة الوطنية، ونبقي عراقنا واحدا موحدا، لدينا العقول الوطنية  المشردة التي تتمكن ان تعود لتبني وتعمر وتربي اجيالا وتدير معاملا ومصانعا  ومشافيا وتزرع وتنتج ما يسد الحاجة الوطنية، اليس العجب العجاب ان نتحدث عن قلة المياه في بلد فيها دجلة والفرات وانهارا خالدة اخرى هنا وهناك، أليس من العجب العجاب ان نشكو انعدام الكهرباء في بلد اصله النفط والغاز والمعادن والثروات فمن المسؤول عن ذلك؟. ﻓﻠﻴﺼﺤﻮﺍ ﻛﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺿﻤﻴﺮ، ﺭﺍﺟﻌﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﻨﻜﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ، وهي لعنتكم فشعارات المتظاهرين واهازيجهم عرتكم تماما وقذفتكم في مزبلة التاريخ .دعونا من الخطب النارية البغيضة والكلمات الجوفاء...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد