المخابرات العربية بين الأمس واليوم - رابح بوكريش

mainThumb

14-03-2016 11:14 AM

 لا شك أن أجهزة الأمن والمخابرات هي العمود الفقري لكل أنظمة ‏والسؤال المطروح هو : هل تراجع نفودها وأساليب عملها ؟ في ‏الجزائر تفاجأ الشعب  بأول ظهور علني لمدير المخابرات العسكرية

الجزائرية اللواء عثمان طرطاق، خلال افتتاح مؤتمر الشرطة ‏الإفريقية  أفريبول بالعاصمة .‏
 
وتداول الجزائريون صور الجنرال طرطاق، بشكل واسع، عبر ‏شبكات التواصل الاجتماعي، كما سلطت وسائل الإعلام الضوء على ‏تلك الصور خاصة وأنها لم تألف ظهور قائد الاستخبارات العسكرية ‏على الملأ قبل ذلك، حيث رسم الفريق محمد مدين  صورة الرجل الشبح ‏على مدار 25 عاماً من إدارته جهاز المخابرات في البلاد . ‏
 
و في الاردن  قضت محكمة الجنايات  بعمان على مدير المخابرات
الأسبق محمد الذهبي بالحبس 13 عاما وغرامة ب 21 مليون دينار ‏اردني ومصادرة 24 مليون دولار أخرى من أمواله ؟.. ‏
 
كلنا يعرف الدور البارز والكبير الذي كان  يلعبه رؤساء المخابرات ‏في الوطن العربي في أيام الحروب الباردة ،فقد كانوا هم السلطة ‏الفعلية ومن النادر أن يشاركهم أحد في القرارات الاستراتيجية أي أنهم ‏في دائرة السلطة الفردية وكل شيئا مرتبطا باتجاهاتهم السياسية .وكان ‏دورهم في الداخل مراقبة جميع الناس وفي جميع الأوقات ‏،ويستخدمون لذلك أنواع مختلفة من التخويف و  أجهزة التصنت ‏والمخبرين وحتى  الأقمار الصناعية ليعرفوا ماذا تفعل ، وما الذي ‏تشتهيه وترغب فيه ، وما تهمس به في أذن زوجتك ، ومواقفك ‏السياسية طبعا ... ‏
 
وهذه المعلومات تحفظ عند مسؤولي هذا الجهاز وتستخرج عند ‏الضرورة. أما دورهم خارج الوطن فهو يختلف من بلد إلى أخر. فعند ‏الدول الديكتاتورية يستغل في المهمات القذرة من قتل و اختطاف ‏وترعيب .‏
 
أما عند  الدول الأخرى فدورها يكمن في التجسس على الأعداء ‏والأصدقاء في جميع المجالات تقريبا .إما في الزمن الراهن وفي ظل  ‏ثورة المعلومات والاتصالات فقد سهل عليهم المهمة  أصبح  التجسس ‏إلكترونيا  ونظرا إلى وجود المحكمة الجنائية الدولية التي  تستطيع أن ‏تحاكم أي مسؤول أرتكب جرائم ،تغير أسلوب عملها إذ  أصبح يخضع ‏للدستور والقوانين. و مع  ذلك مازالت بعض التجاوزات لكنها ليست ‏كما كانت في زمان الحروب الباردة .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد