الفشل المزمن - جيلان جبر

mainThumb

27-04-2016 09:27 AM

مازالت مصر تعانى من عدد كبير من الأزمات السياسية والاقتصادية ولكنى قد أجد من جهة أخرى أن أهمها (حالة التقصير الدائم فى مكان آخر موجود فى جهة ما)... نعم هذه الجهة بها عقول تجهل أسلوب الإدارة ولا تدرك فن استخدام الكوادر المتميزة والاعتماد على نفس الأسلوب والأشخاص فتخرج أمامك نفس النتائج فى كل أزمة فى كل مرة.. ممنوع التنوع أو التشاور. أهل الثقة تغلق على الجميع، ويظل فى المكان الصحيح نفس الشخصيات البعيدة عن الخبرة السياسية، تجهل الأسلوب المحترف، عالى الأداء، لتوضيح الحقائق للمواطن وتحسين صورة الوطن.. ولا تترك الفجوات مرتعا مباحا ليدخل منها التملل والشكوك..

 

 
 فنحن من يدفع الثمن للأخطاء والتقصير الذى يخرج من الآخرين....
 
 
 فمازلنا نجد أمامنا الكثير من التشنجات والاعتراضات مؤخراً على زيارة العاهل السعودى التى كانت تتضمن النقلة الاستراتيجية فى السياسات الموحدة المفيدة للبلدين وتوقفت فجأة أمام تعيين الحدود التى أعادت الجزيرتين تيران وصنافير إلى السعودية..؟؟؟ لماذا لأن هناك تقصيرا أهمه:
 
 
 التواصل بعد خروج هذا القرار دون شرح.. لماذا بعد هذه السنوات الطوال من الإصرار أنها تحت حوزتنا أو إدارتنا، وتم تدريسها لنا فى المناهج المدرسية وتستخدمها مصر لعقود طويلة على أساس أنها كانت إحدى أدوات الحرب ضد إسرائيل.. ثم الآن هل أصبح وجود القوات الدولية عليها إحدى أدوات الضغط على مصر...!!!
 
 
 التواصل فن واحتراف، وللأسف لا يوجد إدراك هنا لأبعاد هذا الموضوع، فقط نجد رد الفعل السلبى، والتطاول اليومى الذى يصل إلى الإحراج، والاستفزاز دون النظر إلى ردود الفعل لهذا التحرك الذى يفتح الباب على التظاهر والاعتراض والإفتاء والتشكيك فى كل رجال الدولة المصرية؟؟؟!! هؤلاء فقط المعترضون هم فقط من المخلصين؟؟ والأكثر وطنية من الجميع؟؟
 
 
 مؤكد لا يمكن أن تمنع من أن تسجل اعتراضك وغضبك المنضبط لكن دون تخوين الآخرين،.. إذ السبب الحقيقى فى هذه الهرتلة هو فى الحقيقة الضعف فى فن إدارة الأزمة أو أسلوب إدارة المعركة الاستباقية من جانب الدولة.. مما يظهر حالة من الفشل فى السيناريو والإخراج!!!. نعم الواقع أمامنا من نتائج على الأرض يؤكد ذلك.. كفى ترهلا.. ولا نلوم فقط الأطراف الأخرى.. أرجوكم غير مطلوب أن نلوم الآخرين كل مرة ونظل نلعب دور الضحية لكل مؤامرة فلا يمكن أن نستمر هكذا، وعلينا أن نتوقف عن هذه الأعذار والحجج حتى إن كانت واقعية وموثقة.. لأن المفروض الطرف الأقوى دائما هو الدولة المنوطة فى هذا العرض، وأسلوب الإدارة، والتنفيذ، والتأثير فى المشهد الأساسى فى كل المواقف.. ثم دور مجلس النواب فى الموافقة والاعتراض.. فمصر مازالت مستهدفة لكسر الإرادة الشعبية وفى مرحلة محاربة مستمرة للإرهاب.. وثبت مع الأيام أن التكرار يعلم الشطار. إن أسلوب إدارة الأزمات المتتالية تجد من ورائه ربما جهة معينة بها شخص يحرك المشهد من وراء الستار له أياد أو توجه معين بكون المسؤول فى النهاية عن هذا الإخراج والإحراج السيئ والمشهد المستفز.. للأسف النتائج تؤكد لكم أن هناك استعانة كل مرة بهذا الأداء للمخرج الفاشل والضعيف.. نعم لأن هذا التخبط فى الأداء يؤكد أن هناك من هو فى منصب قوة من لا يحمل الخبرة أو الحنكة السياسية؟! والتقييم أمامنا الآن جزء من التراشق الإعلامى الذى أظهر هذا الكم والكيف من الفشل المزمن نتيجة الأسلوب المتراكم من التعامل والاحتواء السابق مع عدد من الإعلاميين؟! تذكروااااا أن النوعية والأسلوب والمضمون والإدارة فى هذه العلاقة بالذات أدت بصراحة ووضوح لهذه النتائج السلبية.. فما تحصده أمامك من محتوى إعلامى وتخبط فى الرأى العام، والحشد من البعض بأداء عجيب وأسلوب مستفز ومرفوض فى الهجوم على الرئيس أو تجد من الجانب الآخر طريقة بدائية ومستهلكة، ومزيفة رخيصة، مملة من أسلوب التأييد بالتصفيق للدعم لا يجدى فى شىء المشهد ضعيف!!!؟ الحل يأتى بالتحرك والتصحيح المباشر لو أردتم يا سيادة الرئيس وذلك بإيجاد حالة جديدة من الانتفاضة السريعة وإعادة هيكلة لهذه المنظومة الضعيفة الموجودة فى مكان والتى أدت إلى المشاهد المحرجة والتى تدل على تخبط المواطن والتململ فى الإعلام والتسويق لصورة مصر. فيكفى عدد الفرص التى ضاعت للإنقاذ من تهديد الرصيد الشعبى والثقة فى الرئيس.. إذا أردت أن تغير المشهد عليك أن تغير أولا جزءا من الأدوات أو الآليات أو الأشخاص.. نعم.. وإلا سيبقى الفشل المزمن الذى يشوه لك كل عطاء وإنجاز ونجاح يكتب لك فى التاريخ....
 
 
 فنحن دائما ندفع ثمنا لترك نقاط لغط فى نصوص الدستور، واختيارات لشخصيات معينة فى البرلمان، وبعض من المسؤولين داخل المؤسسات.
 
 
 تركت الأيادى للانطباع السيئ بسبب المخرج الضعيف الذى يشوه لك كل إنجاز، ولا نلوم الآخرين قبل أن نراجع أنفسنا واختياراتنا فى فن إدارة عدد من الملفات.....؟؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد