خطأ صابر الرباعي وصواب هادي الفلسطيني - ميسون عزام

mainThumb

26-08-2016 07:00 PM

 كفلسطينية، جردت نفسي من كل ما قد يؤثر على نقاء موقفي كفلسطينية لاجئة، أؤمن بحق العودة وأرى فلسطين، تلك التاريخية، بصرف النظر عن إيماني بالسلام والسلم والتعايش.

 

للاجئ الفلسطيني موقف لا بد أن يؤخذ على محمل الجد، بعيداً عن الشعارات والعاطفة. وبصفتي لاجئة من أسرة شردها الاحتلال، رفضت الموقف المتردد أو المعادي لصورة فوتوغرافية عابرة التقطها فلسطيني يحمل جوازاً إسرائيلياً مع فنان يحبه وفرح بغنائه في الضفة المحتلة. فغناء صابر الرباعي دعم لفلسطينيي الداخل ورفض للاحتلال.
 
ومع احترامي لصابر وتقديري لموقفه، فقد كان على صابر أن يسعد لما اعتقده إنجازا ودعما لمن اعتبروا ومازالوا خونة وهم من أشرف الناس، وهنا أتحدث عن فلسطينيي الداخل. أبناء وبنات عمومتي منهم، ويحملون جواز سفر إسرائيليا، لكنهم لا يقلون أهمية وفلسطينية عني أو عن أي من من عانى الشتات أو نزوح الداخل.
 
ما زالوا فلسطينيين، يفتخرون بانتمائهم. وفي ظني أن الوقت حان لمسح خطايانا، التي لطخت تاريخنا كعرب وفلسطينيين، ولنعترف أننا خذلناهم، ولنبدأ بالتكفير عما يمكن أن يعتبر معصية كبرى لو كان التقييم دينيا، وجهنم مصيرنا، لو كان الحكم بيد الخالق.
 
نعم خطأ ارتكبناه ومن قبلنا، فلا داعي أن نستمر فيه. نحن أبناء الشتات نتحمل جزءاً كبيراً ربما من ضياع فلسطين. شردنا الاحتلال، وأهملنا العودة، وكما قال والدي، يرحمه الله: يا صغيرتي، خشية التخوين من العرب، لم نعد عندما لاحت فرص العودة، ببشرى أتت من أهالي حطين إلى مخيم عين الحلوة في لبنان تقول إن إمكانية العودة مفتوحة، عندما بدأ الاحتلال في تسجيل من بقي، خاصة أمام حدود مفتوحة حينها. لم نعد لأن العائلة اجتمعت كلها تناقش قبول العودة أو البقاء حيث هم لاجئون في المخيم. لكنهم اختاروا قسوة حياة اللجوء على وصم التخوين بالعودة تحت رايات الحاكم المحتل. لا أعلم إن كان الجهل أم ماذا، لكني أرى في مثل هذا المهرب سببا في ضياع الوطن. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمادى الجميع في تخوين فلسطينيي الداخل لنعاملهم جميعاً دولا وأشخاصا كأعداء لنا. وها نحن اليوم نعيد الكرة مع هادي، ذلك الفلسطيني المدان لأنه صمد في وطنه وأراد البقاء، حتى ولو تحت حكم الاحتلال.
 
ربما كثير من العرب لا يعلم أن عشرات آلاف الفلسطينيين صمدوا في بيوتهم، ولم يفرطوا بأرضهم، لكنهم اضطروا إلى حمل وثائق إسرائيلية تعينهم على البقاء تحت حكم المحتل. بعضهم أبناء عمومتي، ولن أتردد في التقاط الصور معهم. قد يقول البعض إنه في الجيش، وسأقول إنه في التنسيق بين طرفين واحد منهم فلسطيني ولد من رحم اتفاقية أوسلو، التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بياسر عرفات.
 
الفلسطينيون في الخارج قبل الداخل اعترفوا بدولة إسرائيل، فكيف لا يعيشها أبناء الداخل. ثانيا وهذا الأهم، أنه عندما عرف عن نفسه كفلسطيني، لا يتحقق ذلك إلا بحالتين؛ إما أن يكون فلسطينياً عربياً فخوراً بصابر، ومعتزاً بدوره وبجذوره، وبالتالي أحييه على ذلك، أو يكون مكراً وخبثاً إسرائيلياً لتوريط صابر وكل من يتحرك لدعم الداخل، وبذلك أحيي صمودنا، الذي دفع إسرائيل بفرض اعتراف أحد جنودها أنه فلسطينيي حتى تصل إلى ما تريد.
 
إن كان الاول فتحية لهادي على أصالته، وإن كان الثاني فتحية لنا فقد، وثقت إسرائيل عبر جنودها العرب تاريخنا وأصلنا وأصالتنا غصباً عنها. وسيبقى هادي الخطيب فلسطينيا، حتى لو ارتدى بدلة الاحتلال.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد