لا حكومة! - ميشيل تويني

mainThumb

30-11-2016 09:30 AM

حتى اليوم، لا حكومة! والسبب: عقد مختلفة تهدف الى المماطلة في التأليف، لأسباب عديدة.

 
الأول إضاعة الوقت مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية لعدم إقرار قانون انتخاب جديد، علماً أن البعض يهمه ربما التأجيل والتمديد مرة أخرى، وان تغيير القانون يصبح صعباً جداً خصوصاً مع تحالف الجميع في ما بينهم، بما يعني أن قانون الـ٦٠ لم يعد عقبة كبيرة أمامهم.
 
وكما هو المشهد اليوم فإن "تيار المستقبل" متحالف مع "القوات اللبنانية" و"القوات" متحالفة مع "التيار الوطني الحر" و"التيار" متحالف مع "حزب الله" والى آخره، حتى باتوا جميعهم متحالفين بطريقة أو أخرى، وبقانون أو بغير قانون سيُصبِح هنالك شبه تعيين للمجلس النيابي على أيدي الزعماء، إلا في بعض المناطق القليلة.
 
ومن هنا لا عجلة لتأليف حكومة لأن أحداً لا يعتبر ان تغيير القانون ضرورة وطنية، ولو كانت النية غير ذلك لكانت المشاورات بدأت منذ زمن طويل.
 
الثاني هو النزاعات بين الأحزاب والزعماء على الأحجام. طبعا عقدة "المردة" والكتائب و"القوات" ما زالت قائمة، فيما عقّدت الحقائب المشكلة بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس.
 
كل هذه العقد تساهم في المماطلة في تأليف حكومة عمرها أصلاً قصير جداً.
 
أما في شأن الأسماء التي تم تداولها في الاعلام أخيراً، فيمكن إبداء بعض الملاحظات:
 
أولاً: أين حضور المرأة في الحكومة؟ حتى الآن لم يتم طرح أي اسم جدي لأي امرأة.
 
ثانياً: في شأن التمثيل الارثوذكسي، نعلم ان الطائفة الارثوذكسية ممثلة بنائب رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب، وبغض النظر عن موقفنا من هذا الواقع، الاكيد ان الصراع في لبنان هو على تمثيل الطوائف، فلذلك يجب على من يؤلف أن يحترم ايضاً تمثيل هذه الطائفة وان يتم التعامل معها كما يتم التعامل مع الآخرين، الى أن يبدأ تفعيل مجلس شيوخ منفصل عن مجلس تشريعي.
 
ثالثاً: لاحظنا عدم الاختصاص في تسمية بعض الوزراء، إذ تتغير الحقائب تبعا للحصص ويبقى الاسم المطروح من الزعيم للوزارة هو نفسه. فكيف يمكن مثلا ان يكون وزير الصحة خبيراً في الصحة والاشغال وينتقل من حقيبة الى أخرى؟ وكيف يمكن وزير تربية او ثقافة ان ينتقل الى الداخلية او الدفاع؟ الوزير يجب ان يكون خبيراً في الوزارة التي تتم تسميته فيها.
 
كل هذه النقاط، على زعماء الطوائف ان يستدركوها وهم يتقاسمون قالب الحلوى. وعلى أمل أن تولد الحكومة وألا تبقى فرحة انتخاب الرئيس عون ناقصة، يجب أن تكتمل الفرحة بإجراء انتخابات نيابية في موعدها مع قانون انتخابي جديد عادل، لأن التغيير لا يبدأ إلا من هنا.
 
نقلا عن صحيفة النهار 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد