طريقك مسدود .. مسدود - نهى الصراف

mainThumb

10-12-2016 09:36 AM

القاعدة الذهبية تقول: كن صادقا مع نفسك وجمهورك واكشف له عن طريقة مشيتك، فالدرب الذي يؤدي إلى البرلمان محفوف بالمخاطر، والسماء ممطرة وطريقك مسدود.
 
لم تعد نظرات العيون أو طريقة تعبير ملامح الوجه عن نفسها هي أكثر ما يفضح نوايا الإنسان في أيامنا هذه، بل طريقته في المشي! فيمكن لحركات بسيطة قد يقوم بها الجسد أثناء المشي، أن تكشف عن سمات شخصيته ونواياه الدفينة، مثلما تكشف الأشعة السينية عن عظام قفص صدري حاولت التستر مطولا خلف جدار من لحم وجلد، من دون جدوى.
 
العدوانية، الانبساط والتواضع، من أبرز السمات الشخصية التي رصدتها دراسة حديثة، من خلال تسجيل حركات الجسد بجزأيه العلوي والسفلي أثناء المشي، باستخدام تقنية معينة، لالتقاط الحركات وترجمتها إلى معان ثم تحويلها إلى رسم كارتوني لتسهيل عملية الرصد الموضوعي بمعزل عن تأثير الملامح.
 
وأشارت الدراسة البريطانية إلى أن الحركات المبالغ فيها لجزأي الجسد العلوي والسفلي أثناء السير، قد تكون مؤشرا على العدوانية، في تأكيد على أن حركة الجسم في الحالة الطبيعية تميل إلى الدوران قليلا إلى الجانب الأيسر، حيث يميل الجانب الأيسر من الحوض إلى الأمام تناغما مع الساق اليسرى، في حين تتراجع الذراع والكتف الأيسر إلى الخلف قليلا والذراع والكتف الأيمن إلى الأمام قليلا لتحقيق التوازن المطلوب.
 
هذا النوع من التناوب في الحركة، يبرز أكثر في الشخص العدواني. كما كشفت الدراسة أن أصحاب المهارات الاجتماعية الإيجابية مثل التواضع، يميلون إلى زيادة حركة الحوض وحدها في طريقة مشيهم من دون الاعتماد كثيرا على الجزء العلوي من الجسد.
 
كما فوجئ الباحثون بإمكانية الاستدلال على سمات شخصية أخرى؛ مثل الإبداع والإخلاص والضمير الحي، حيث يميل أصحاب هذه السمات إلى الاقتصاد في الحركة الشاملة للجسد، ويتجنبون الاختيال والخيلاء الاستعراضية في مشيتهم. ورصد الباحثون ثلاث مناطق لاشتقاق تحليل منطقي يعكس سمات شخصية الفرد من خلال سلوك المشي العفوي وهي، حركة الصدر وحركة الحوض إضافة إلى سرعة المشي. ويطمح العلماء إلى التوصل إلى صيغة يمكنها أن تحدد –مثلا- العلاقة المحتملة بين طريقة مشي الشخص ونيته المبيتة في العدوان، في محاولة جادة يمكنها أن تمنع من حدوث جريمة وشيكة.
 
وحتى تعم الفائدة، فإن العلماء لم يمانعوا من تصدير نتائج دراستهم هذه وتطبيقاتها الممكنة إلى بعض المجتمعات العربية، في محاولة لتحري سلوك أهل السياسة والوقوف على نوايا البرلمانيين، وربما تكمن فائدتها الحقيقة في أوقات الانتخابات؛ لتتمثل كسلاح شعبي رادع مقابل المواد الدعائية الصادمة والمبتكرة التي يستخدمها البرلمانيون في حملاتهم الدعائية للتأثير في الجماهير المنكوبة، واستعانتهم بشتى أنواع الأسلحة النفسية التقليدية والحديثة؛ ابتداء بنظريات علم الدعاية والإعلان الصفراء مرورا بمخطوطات علم النفس العسكري والفرويدي وثم وسائل الاتصال الجماهيري القسري.
 
ولأن حجم الإعلان وتأثيره يتضاعفان عندما يقترن بمعزز (حسي) وملموس، فإن بعض الناخبين الذين يعدون الشعب بالرفاهية والعيش الرغيد يستعينون عادة بالهدايا العينية كإطار جاذب لشخصيتهم الانتخابية، ومنهم من كان بارعا في إلصاق صورته على خلفية دجاجة هزيلة أو كيس أرز منتهي الصلاحية.
 
ولهذا، يفضل أن يقابله سلوك جماهيري مناسب لقطع الطريق على الدجاجة، حيث يقترح أصحاب الدراسة بأن يقوم النائب بتسجيل مشيته وهو يختال على أي لون سجادة يختارها ليضعها على شريحة أو شريط فيديو مرفقة مع المادة العينية، ليعرّف الجمهور بنواياه المبيتة في حال فوزه بالانتخابات.
 
القاعدة الذهبية تقول: كن صادقا مع نفسك وجمهورك واكشف له عن طريقة مشيتك، فالدرب الذي يؤدي إلى البرلمان محفوف بالمخاطر، والسماء ممطرة وطريقك مسدود.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد