شرعية الحكومة اللبنانية - سوسن مهنا

mainThumb

22-08-2017 12:26 PM

 تتضح خيوط تقاسم النفوذ على الاراضي السورية يوما بعد يوم بين الولايات المتحدة وروسيا، وتنعكس اثاره على لبنان بالدقيقة والساعة، فمن الواضح ان لبنان ترك لمصيره مع "النظام السوري"، فكيف يستفيد النظام وما هي حصصه الامور تتوضح تباعا، وبما ان لبنان مرآة عاكسة لكل ما يحصل في المنطقة تستطيع ان تتلمس سياسات هذه المنطقة وما يحصل في الاقليم من مراقبة سياسييه وتتبع مواقفهم.

رأينا في الايام الماضية الغيارى على محبة ومصلحة "النظام السوري" اوائل الطلائع الذاهبة الى دمشق وزراء امل وحزب الله والمردة هم وزراء في الحكومة اللبنانية تلك الحكومة التي اتفق على تسميتها حكومة "استعادة الثقة"، عند تشكيلها. 
علما انه احد المسؤولين الامنيين وهو بهجت سليمان قال: "ان شرعية هذه الحكومة في حال وجودها مستمدة من حذاء الجندي السوري ومقاتلي حزب الله"، واضاف ان المغفلون والمأجورون لا يروا ان حذاء الجندي السوري ومقاتلي حزب الله قد صنعوا معادلات جيو-سياسية جديدة".
 
اذن ان سقف التعامل والتطبيع المقبل مع "النظام السوري" هو لغة الاحذية. ومع هذا ذهب الوزراء بصفتهم الشخصية والحكومية واقفل الموضوع ولم يناقش في مجلس الوزراء.
 
لم يمض سنة على تشكيل حكومة سعد الحريري وهي تتعرض للهزات ما يدعو للتساؤل هل هي فعلا حكومة استعادة الثقة؟ وما الذي يدفع رئيسها سعد الحريري الى البقاء على رأسها وعدم تقديم استقالته؟
 
ابتدأًت الحكومة عهدها مع 20 ألف مقاتل من حزب الله في سوريا، ولم يجرِ مرة التطرق الى هذا الموضوع لانه موضوع "مقدس" ولأنه يمس الحزب اللاهي، ومع هذا دأب رئيسها بالقول"الحكومة تنأى بنفسها" ودأب الحزب بنقل عتادها صعودا نحو سوريا وجثامين مقاتليه الى لبنان جنوبا وبقاعاً، ثم كرت السبحة، بدأ الحزب بمحاولة تطبيق نظامه وعاداته وطقوسه الايرانية على البلد ابتداء من الجنوب وليس انتهاء بمدينة ً جبيل السياحية ، حيث تمنع الحفلات وطقوس الفرح الا طبقا للعادات التي يحددها الحزب، فالغناء والرقص لا يناسبان البيئة الشريفة التي يرعاها حزب الله، واحيانا يفرض منشدين معينين بالاسماء، وهذه الحوادث موثقة، وصولا الى ظهور حاكم لبنان الفعلي "حسن نصر الله" بشكل اسبوعي تقريباً على شاشات التلفزة ليملي على البلد واهل البلد ليوجههم بحياتهم ومفاصل حياتهم ، وليملي على ساسة هذا البلد الكيف واللماذا.
 
وصولا الى تكميم الافواه وتخوين كل من ليس مع حزب الله "اذ مش معنا انت خائن" ، والحوادث كثيرة ومعلنة وهي برسم العالم اجمع لبنان يتحول الى دولة بوليسية.
 
هذا يوصلنا الى الحديث عن مسار "العهد الجديد" الذي من الواضح انه يمثل اصطفافا في المحور الايراني _ السوري بتحويله لبنان ساحة لمعارك ولنزاع حول ملف النازحين السوريين، وهذا ما بدأ بالانقشاع بعد معركة "عرسال" والمعركة التي يخوضها الجيش اللبناني الان "فجر الجرود" والمعركة التي اطلقها حزب الله وجيش "النظام السوري" من الجهة السورية، قيل انها لتحرير جرود بعلبك اللبنانية اطلق عليه "وان عدتم عدنا" ، فجأة يخرج "الغول" من خلف الجرود بعد 4 سنوات عندما ارتئ النظام ذلك، تبدأ المعارك، ومن الواضح ان تزامنها مع انطلاق معركة الجيش اللبناني أنها تتم بالتنسيق بين الجيشيين السوري واللبناني وان كان ذلك غير معلن، ويستدل على ذلك من تصريحات بعض الوزراء اعطي مثالا: وزير "حركة امل" علي حسن خليل: "هناك حاجة حقيقية لقيام تنسيق بين لبنان وسوريا في معركة الارهاب هذه"، "انتصار لبنان وحمايته يستوجبان تعاوناً وتنسيقاً وربما تكاملاً بين لبنان وسوريا"،. اذا الامور تتبلور شيئا فشيئا عدنا الى نقطة صفر والى مقولة: "شعب واحد في بلدين" و"وحدة المسار والمصير" اي الى ما قبل ال 2005 .
 
حيث ان وزراء حكومة سعد الحريري لم ينؤوا يوما بنفسهم عن التدخل في الشؤون السورية، وعند اول استحقاق صفقوا الباب وراءهم وصعدوا دون الرجوع الى المشورة الموجبة لعنوان الحكومة اي "استعادة الثقة" الضائعة اصلاً منذ يوم هاجم حزب الله بيروت عام 2009 واطلق الحزب على ذلك اليوم المشؤوم "يوم بيروت المجيد" ويذكر دائما بالقمصان السود وكأنها ذكرى عزيزة ، وحيث ان سعد الحريري مطالبا اليوم واكثر من اي يوم ان يدافع عن ارث الشهيد رفيق الحريري السياسي الذي دفع حياته من اجل ان يدافع عن لبنان الحضارة، سعد الحريري مطالبا اليوم ان يتخذ موقف وطني شجاع وان يبدي رأيه بما يحصل على ارض هذا البلد، هذه المواقف الرمادية المميعة التي تهدف الوصول الى الاستحقاق الانتخابي قد لا تؤتي ثمارها كما يخطط لها في "بيت الوسط"، موقع سعد الحريري اليوم في المعارضة وليس في هذه الحكومة المتهالكة التي اثبتت عدم جدواها السياسية والاقتصادية حيث انها تبعد لبنان يوما بعد يوم عن حضنه العربي وتسقطه في حضن مشروع الايراني، وكما وهو المطوب اكثر من اي وقت مضى من الاعتدال العربي ان يعيد النظر بلبنان وان لا يتخلى عنه فهوا كان ولا يزال واحةللحرية والعدالة، بيروت ام الشرائع وهي كانت دوما بباب العدل وساحة للفرح لن تكون يوما ساحة للسواد والموت، سعد الحريري الاستقالة اصبحت واجب وطني لانه ليس من الممكن ان يكون هذا وجه لبنان وان يكون هذا مستقبل لبنان العودة الى التطبيع مع "النظام السوري" مجددا.
 
دفع لبنان غاليا ثمن خروج الاحتلال السوري.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد