استراتيجية ترامب و المنطقة - سعاد عزيز

mainThumb

16-10-2017 11:23 AM

ليس من الانصاف القول بأن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب الجديدة ازاء إيران، قد جاءت مفاجئة او بصورة غير متوقعة، بل إنها جاءت عقب مهلتين منحهما ترامب لإيران منتظرا إقدامها على خطوات بإتجاه تغيير مواقفها على العديد من الاصعدة، ول?ن الذي جرى إن إيران فضلت التصعيد على التهدئة و أوحت ب?ل وضوح إنها ترفض ليس أي تغيير وانما ستتمسك بنهجها الذي تسير عليه وهو ماأ?دته في ت?رار تجاربها الصاروخية و ?ذلك الاصرار على توسيع نفوذها في المنطقة رغم إن دول المنطقة صارت ليس تش?و من ذلك وانما تعتبره تهديدا جديا على أمنها القومي، وعلى تمس?ها بما تم الاتفاق عليه من بنود في الاتفاق النووي دونما أي تغيير، في وقت و?ما أ?دت وزارة الداخلية لولاية راين وستفالن في المانيا بأن إيران وخلال عام 2016، حاولت 32 مرة شراء معدات و أجهزة يم?ن إستخدامها للاغراض النووية.
 
هذه الاستراتيجية التي بادر عدد من أعضاء ال?ونغرس الامري?ي البارزين الى تإييدها، ?ما رحبت بها البلدان العربية وفي مقدمتها السعودية و مصر و الامارات، الى جانب ترحيب زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي بها، وقد قالت في بيان خاص لها بأن:" الاحتلالات الدامية التي ادارها الملالي في المنطقة وتقديم تنازلات كبيرة لهم في الاتفاق النووي، كلها كانت كارثية حيث دفع ثمنها غاليا الشعب الإيراني وشعوب المنطقة."، وقطعا فإن ردود الافعال من إيران ?انت عنيفة ول?ن من دون أن تقدم على خطوة عملية على أرض الواقع، بل ويبدو إن الايرانيون ولإحساسهم بأن ترامب جدي في نهجه هذا، فإنهم و ?ما أعلن الرئيس الايراني روحاني، فإنهم سيسعون من قنوات أخرى للتأثير على الموقف الامري?ي و تغييره، وهو أمر لايبدو أبدا مم?نا ولاسيما وإن إدارة ترامب قد تيقنت بأن إيران قد إستغلت النهج الميال الى المسايرة مع معها من قبل إدارة اوباما الى أبعد حد في ?ل المجالات، والذي يبدو جليا إن إدارة ترامب تسعى الى تصحيح الاوضاع و الى إفهام إيران من إنه ليس بوسعها الاستمرار في نهجها الذي صار يش?ل تهديدا لأمن و إستقرار المنطقة ?لها، خصوصا وإن إستراتيجية ترامب قد نصت بالاضافة الى مراجعة الاتفاق النووي، مواجهة سلو?يات إيران المزعزعة للإستقرار.
 
الحقيقة التي أدر?تها إدارة ترامب و التي ?انت دول المنطقة قد أدر?تها بعد الاتفاق النووي، هي إن إيران حصلت على ال?ثير بل وعلى الا?ثر من اللازم ول?نها لم تعط إزاء ذلك سوى النزر اليسير، والان?ى من ذلك إنها تسعى و بصورة واضحة للتغول ليس في المنطقة وانما حتى دوليا، وهذا هو الامر الذي سيش?ل خطرا على السلام و الامن العالمي و يجب تدار?ه قبل فوات الاوان، وإن استراتيجية ترامب تسعى من أجل هذا الهدف تحديدا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد