تساؤلات لها ما يبررها - سعاد عزيز

mainThumb

24-02-2018 09:48 AM

هل كان الاسلام في خطر قبل ظهور التيارات الدينية الارهابية المتطرفة أم بعد ظهورها؟ سؤال يجب أن يتبادر للذهنومن الضروري جدا طرحه و مناقشته مليا، خصوصا وإن هناك مايستوجب ذلك لأكثر من مبرر و داع حتى تتوضح الحقيقة و يتم وضع النقاط على الحروف.
 
لو تطرقنا الى حالة الاسلامفوبيا و فترة أو مرحلة ظهورها، فإننا نعود مرة أخرى للتساؤل: هل ظهرت حالة الاسلامفوبيا قبل ظهور التيارات الدينية الارهابية المتطرفة أم بعدها؟ ولاريب من إن الرد على هذا التساؤل مهم جدا لكونه يؤثر سلبا  ليس فقط على الاسلام كدين بل وحتى إن تأثيراته السبية تمتد للأمة الاسلامية عموما و للجاليات المسلمة المقيمة في الشتات. ولاغرو ليس هناك من بإم?انه القول من إن حالة الاسلامفوبيا في العالم قد ظهرت قبل بروز التيارات الدينية الارهابية المتطرفة، فذلك كذب مفضوح و ضحك سمج على الذقون. الترابط أكثر من وثيق بل وحتى إن لم يكن مقصود بين التيارات الارهابية المتطرفة و بين الاسلامفوبيا.
 
متى ظهرت التيارات الدينية المتطرفة التي جعلت من الاساليب الارهابية وسيلة لتحقيق غاياتها؟ ولكي نوضح و نبسط المسألة أكثر فإننا نتسائل: هل ?انت هناك تيارات دينية إرهابية متطرفة قبل 39 عاما من الان؟ وبتعبير أكثر تحديدا و دقة؛ قبل تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أم بعدها؟ مرة أخرى المنطق يعود ليفرض الاجابة الدامغة بعد عملية مقارنة لتأريخ و فترة ظهور تلك التيارات مع قبل و بعد ظهور ذلك النظام ليؤكد و بكل جلاء من إن تلك التيارات قد ظهرت بعد تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
 
وقبل أن نعود الى حالة الاسلامفوبيا، نجد من المفيد و المناسب طرح تساؤل إستطرادي يفرض نفسه بقوة وهو: مالذي قدمه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للإسلام كدين و للأمة الاسلامية؟ بتعبير آخر، هل كان حال الاسلام و المسلمين بأفضل قبل أم بعد ظهور هذا النظام؟لو نظرنا الى البلدان التي يتواجد فيها النفوذ الايراني بقوة، فإننا نجد شعوبها يعيشون حالة من التفرقة و الانقسام و التشرذم بسبب التأثيرات الفكرية لنظام ولاية الفقيه في إيران، وبعد هذا كله؛ من الذي وقف و يقف وراء بروز حالة الاسلامفوبيا و إستمرارها بقوة؟
 
في بداية العقد التاسع من الالفية المنصرمة، طرح القيادي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، كتابا بعنوان(التطرف الإسلامي: التهديد العالمي الجديد)، ذكر فيه بأنه "على الرغم من أن جذور هذه الرؤية لهذه الظاهرة الشيطانية تعود إلى العقود الأولى من الإسلام، إلا أن الأصولية الإسلامية تحولت فقط بعد تأسيس حكومة دينية في إيران إلى تهديد عالمي حيث نواجهه اليوم. في حين أن الخلافات بين الاصوليين الشيعة والسنة تكاد تكون معدومة، فلديهم هدف رئيسي مشترك: تأسيس "الحكم الإسلامي" لفرض الشريعة الإسلامية."، ويجب أن لاننسى هنا ماقد وصف في حينه ب"الصحوة الاسلامية"، والتي كانت هي الاخرى محاولة إنطلقت من طهران من أجل تسييس الدين عبر طرح مفاهيم من قبيل؛"الاسلام الامريكي"أو"الاسلام السلطوي" و"الاسلام المحمدي الاصيل" أو"الاسلام الصحيح"، ولم يكن الاسلام المحمدي الاصيل أو الاسلام الصحيح الذي طبلت و زمرت له الجمهورية الاسلامية الايرانية سوى  إسلام الغلو و التطرف و القتل على الهوية!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد