الروح والجسد وحياة النفس

mainThumb

21-05-2018 02:24 PM

الروح والجسد وحياة النفس الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات الروح مخلوق من مخلوقات الله عزوجل إحتفظ بسره لنفسه ولم يطلع عليه أحدمن خلقه، وهنالك العديد من الايات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفه التي تشير بطريقة أو بأخرى لموضوع الروح وعلاقتها بالجسد وما سوف تأول إليه بعد مغادرتها للجسد. وهل تعود إليها أم ترتبط بجسد اخر لحين البعث؟. يقول الخالق في محكم تنزيله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، فإرتباط الروح بالجسد يشكل النفس البشرية واستمرارية هذا الإرتباط تحدد عمر الإنسان، حيث تعتبر الروح المحرك للجسم وبدونه تتوقف جميع أعضاء الجسد عن الحركة ويصبح الجسد جثة هامدة.
 
لقد بحث العلماء قديما وما زالوا يبحثون عن سر الروح ولكنهم عجزوا عن الوصول الى فهم لتركيبتها، وذلك لأن الروح جسم غير مادي ولا تدركها حواسنا، فكان الناس سابقا يعتقدون أن هذه الروح في حال فارقت الجسد تذهب الى جسم اخر وليس بالشرط أن يكون إنسانا فقد يكون حيوانا أو أي كائن حي اخر. إن الشرع الإسلامي أوضح لنا ما ستأول اليه هذه الروح بعد مفارقتها للجسد بأنها تصعد الى السموات اذا كانت طيبة وتعود للجسد لكي يستطيع ذلك الجسم الإجابة على سؤال الملكين في القبر، وتستمر هذه الروح ملتصقة بالجسد في حياة البرزخ وقد تنفصل عنه، أما اذا كانت هذه الروح غير طيبة فتمنع من دخول السموات وتعود لصاحبها وتعجز النفس عن الإجابة على سؤال الملكين وتبدأ مرحلة العذاب في القبر في حياة البرزخ ويعرض عليها مصيرها من العذاب في الآخرة فتتمنى أن لا تقوم الآخرة.
 
سبحان من خلق فسوى وعلم فأبدع، فهو صاحب الملك والقادر على فعل كل شيء وقد خلق عزوجل الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا، فهذه الحياة حياة مؤقته فانية ننتقل بعدها إلى دار المستقر الدار الآخرة مرورا بحياة البرزخ والتي يعلم تفاصيلها الله وحده فقد تكون جزء من النعيم الأزلي أو حفرة من حفر جهنم والعياذ بالله. إن النفس لا تموت بالكامل عند مفارقة الروح لها، وإنما تذوق طعم الموت تصديقا لقوله عز من قال: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فكل نفس ستذوق الموت وتجربه وليست بميته أبديا لأن الروح سرعان ما تعود للجسد ابتداء من مرحلة حمل الجنازة على أعناق الرجال تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الجنازة إذا حملت على أعناق الرجال تنادي إن كانت صالحة قدموني قدموني وإن كانت غير ذلك تقول يا ويلها أين يذهبون بي. لتتعامل النفس مع ما ستأول إليه من نعيم أو عذاب دائمين.
 
والأرواح تتآلف وتتنافر وقد تكون تلاقت مع بعضها في ملكوت الله قبل سكنها في الأجساد، فجسد أدم عليه السلام خلق قبل روحه أما ذريته فالروح وجدت قبل خلق أجسادها تصديق لقول الحبيب: الأرواح جنود مجندة ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
 
فالموت مرتبط بمغادرة الروح للجسد مؤقتا والجسد بلا روح جثة هامدة، ومغادرة الروح للجسد مرتبطة بإنتهاء عمر الإنسان والذي يقاس بعامل الزمن: السنوات والأيام والساعات والدقائق والثواني. فحياتنا هي وقتنا الذي لم نستطيع إستغلاله، فكل يوم ينقضي هو جزء من كل يذهب ولا يعود حتى اذا مات ذهب الكل وانتهى عمر الإنسان.
 
إن الوقت أهم شيء لدينا فهو حياتنا ويجب استغلاله الإستغلال الأمثل وأن لانضيعه بالنوم والسهر وفي الأمور التي تضرنا ولا تنفعنا، فكل عمل خير نقوم به هو عبادة. إن الإحساس بالوقت وأهميته هو عامل ومؤشر لنضوج النفس وإحساسها بالمسؤولية وبالغاية التي من أجلها وجدت. أعاننا الله وإياكم على إستغلال أوقاتنا لعبادته والتقرب منه والعمل لما فيه فلاحنا في الدنيا والآخرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد