قمة مأزومة

mainThumb

12-09-2018 06:31 PM

الكل تابع الوجوه المأزومة لكل من روحاني ,اردزغان وبوتين في القمة الثلاثية التي عقدت في طهران في بث حي ومباشر حاولت الاختفاء وراء الابتسامات المصطنعة والتفاهمات الوهمية الا ان واقع الحال ظهر على وجه بوتين اثناء كلمة الرئيس اردوغان ردا على مدحه لما سمي بالتفاهمات في مناظق التخفيض والذي اظهر فيه مدى الاستغراب الى درجة السخرية منها وكيف انها انتهكت في كل من الغوطة والجنوب السوري وانه لم يبقى منها الا ادلب ,ومدى معارضته بل وتحذيره من اي هجوم على ادلب مقابل اصرار كل من بوتين وروحاني على القيام بالهجوم وعلى حق النظام  فرض السيطرة عليها بحجة تصفية ما يسمى بالعناصر الارهابية ,واخيرا مقاطعة الرئيس اردوغان في اخر الاجتماع طالبا ان تعطى هذه الجماعات بغض النظر عن انتمائتها مهلة للالقاء السلاح وكان المقصود ما يسمى بجبهة النصرة او تحربر الشام كل هذا اظهر مدى التازم الذي رافق هذا الاجتماع.
ان الشيء الملفت في اجتماع هؤلاء الرؤوساء مدى الازمة التي يمرون بها فروحاني ليس مازوما فقط في سوريا بل هو مازوم في طهران فهو يقع تحت حصار خانق يكاد يكون دوليا بقيادة امريكية اسرائيلية ادى الى انهيار الريال الايراني لادنى مستوياته اضافة الى الاحتجاجات والمظاهرات في الشارع الايراني وهو كذلك مازوم في سوريا لانه مطالب بالخروج منها نهائيا وما يقع من هجمات اسرائيلية على مواقع القوات الايرانية وعدم قدرة ايران الرد عليها وسحب ميلشياتها الى مسافة خمسة وثمانون كليلوا متر في الجنوب السوري الا دليل كامل على مدى الازمة التي يحملها روحاني الى مثل هذا الاجتماع دون اضافة الملف العراقي واليميني, لكن الشيء المستغرب في هذا الاجتماع هو ابتساماته العريضة وثناءه القوي على الرئيس الروسي ذهابا وايابا والسؤال المحير هنا ,على ماذا كل هذا الثناء ؟ هل هو على طرد الميليشيات الايرانية من حدود فلسطين المحتلة؟ ام على جثث الخبراء الايرانيين في القواعد السورية المقصوفة من قبل اسرائيل وبمباركة روسية؟
 
 اما الرئيس اردوغان فهو المازوم الاكبر في هذا الاجتماع فداخليا يتعرض اقتصاده لهجمة غير مسبوقة وبالذات على الليرة التركية حيث فقدت اكثر من نصف قيمتها وهو مازوم بسوريا حيث يتعرض لمؤامرة على حدود بلاده من خلال وحدات حماية الشعب الكردية المحمية والمدعومة ماليا و عسكريا من قبل امريكا واروبا واسرائيل وبعض الدول العربية للاسف ووصلت الوقاحة بالطلب منه عدم التدخل ضدها ومغادرة الاراضي السورية التي دخلها ردعا لهذه المؤامرة ,اضافة الى الانقلاب الذي مول ونفذ من قبل هذه الجهات التي تتدعي انها صديقة وشقيقة, فازمته تكمن ليس بتخلي الاصدقاء والاقرباء عنه وتركه وحيدا في سوريا بل بتامرهم علىيه. 
 
اما الدب الروسي فهو كذلك مازوما في سوريا لان اهدافه غير اهداف الايرانيين والاتراك بل هي على نقيض منها وهو يدرك ان سوريا اكبر من قدراته اذا ما قررت امريكا والغرب واسرائيل معاقبته لكن حبل نجاته هو ان هذا الدب المتمثل ببوتين يقوم بخدمة اسرائيل جتى على حساب بلده ويقدم الخدمات لها من خلال تمزيق الجيش السوري وابعاد كل من يحاول المس بامنها مثل الميليشيات الايرانية وحزب الله وهذا ما حصل اخيرا اضافة الى الخدمات الاستخبارية عن نحركات هذه الميليشيات وتسهيل ضريها وقصفها من قبل الطيران والصواريخ الاسرائيلية متفقا بالتمام والكمال مع الرئيس الامريكي ترمب الذي يقوم بخدمة اسرائيل على حساب قوت وامن المواطن الامريكي. 
 
ان المخطط لهذه المنطقة بات قوسين او ادنى من التحقق فالمطلوب هو التقسيم لها فها هو قاب قوسين او ادنى بالعراق فما يرسم الان من تكتلات جديدة بشق الصف الشيعي والسني والمظاهرات المشيوهة في الجنوب العراقي الا مقدمة لاعادة مشروع سلخ الاكراد عن العراق يتبعها وبعد معركة ادلب نفس السيناريوا في سوريا تلحق بها ايران بعد اسقاطها اقتصاديا بمحاصرتها ومنعها من تصدير بترولها مصدر ثروتها وقوت شعبها عندها ستبقى تركيا محاصرة بجيوب كردية عراقية سورية ايرانية لا تستطيع انكارها وليس امامها الا الخضوع او مواجهة لا يعلم الله نتائجها عندها ستكوت المنطقة قد قسمت الى كنتونات ومهيأه لفرض الحلول للقضية الفلسطينية وتصفيتها كما يحلوا لاسرائيل لانها ستكون الدول الاعظم والاقوى في هذه المنطقة .
 
ايها المسلمون افيقوا من سباتكم الوقت يسير بسرعة نحو تشكيل منظقة جديدة تنعم اسرائيل بالراحة والامن وينعم حلفاؤها امركا واروبا ومعهم الروس بالسيطرة على ثرواتكم الى الابد .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد