بين روسيا وإيران .. أبعاد و تحديات - ربى يوسف شاهين

mainThumb

18-11-2018 03:07 PM

 تحركات متسارعة للازمة السورية منذ اندلاعها في عام 2011، حيث اتخذت الدولة السورية قرارا استراتيجيا عبر إشراك حلفاؤها في الحرب المفروضة عليها، و قد اتضح صوابية القرار السوري من خلال ما تم تحقيقه من منجزات سياسية و عسكرية، إضافة إلى الحؤول دون تقسيم الجغرافية السورية.

إن ثبات موقف روسيا وإيران في مكافحة الإرهاب ومساندة الدولة السورية، كان عاملا هامافي إحراز هذه الانتصارات، فالمعروف أن تماسك الحلفاء يؤدي حتما إلى النجاح، وهذا ما بدا جليا من المحادثات والقمم والمؤتمرات التي جمعت كل من روسيا وإيران و باقي الأطراف الفاعلة في الشأن السوري، لكن بإشراف سوري.
 
ما تم في قمة طهران بين روسيا وإيران وتركيا، رغم ان الأخيرة تعد غازية لسوريا، إلا أنه وسعيا لإيجاد حل للأزمة السورية أُشركت تركيا في هذه القمة، وفعلا توصلوا إلى العزم لمواصلة العمل للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتحقيق الحل السياسي في إدلب.
 
وكان الرئيس روحاني قد اكد في افتتاح القمة أنه “لا مفر من مكافحة الإرهاب في إدلب مشددا على اهمية الحل السياسي”، وقال: “إن حل الأزمة السورية قد يكون نموذجا لحل كل أزمات المنطقة”.
 
بدوره قال الرئيس بوتين :”الإرهابيون في إدلب يتحضرون لأعمال استفزازية بما فيها استخدام الكيميائي” ،وشدد على “اطلاق عمل اللجنة الدستورية تحت رعاية الأمم المتحدة”.
 
كان لمؤتمرات أستانا وسوتشي ومخرجاتها الدور الكبير في نجاح سير العملية السياسية والعسكرية في سوريا، و تَبع كل هذه التطورات عقد قمة انقرة الرباعية والتي جمعت روسيا وتركيا فرنسا وألمانيا، وقد اتضح موقف روسيا الثابت تجاه سوريا ومحاربة الإرهاب، وعدم السماح لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا الداخلية، وهذا مؤشر قوي على ان روسيا ماضية في سعيها كحليف مساند وقوي.
 
في طهران أيضا، وبعد زيارة كل من الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين واجتماعهما مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري انصاري حول القضايا الأساسية وتطورات الوضع في سوريا، حيث أكدوا على مواصلة الحرب على الإرهاب في سوريا حتى القضاء عليه، وإيجاد حل سياسي للأزمة بما يضمن احترام واستقلال وسيادة ووحدة الأراضي السورية.
 
الموقف الروسي والإيراني يقلق الامريكي والإسرائيلي، وخصوصا التواجد الإيراني، فـ كم الضغوطات التي فرضتها وتفرضها أمريكا على إيران، يُفسر مدى هذا القلق من محور المقاومة المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله، فـ واشنطن وعبر إعلامها تحاول اللعب على وتر زرع الشقاق بين الروسي والإيراني، على خلفية ان التواجد الإيراني على الأرض السورية يشكل خطرا على روسيا لجهة تعاظم الدور الإيراني في سوريا على حساب الدور الروسي، وان تواجد إيران يُعتبر قوة للقيادة السورية، والمقصود هنا إفشال المخطط الرامي لعزل الرئيس بشار الأسد والذي كان مطروحا منذ بدء الحرب على سوريا، أمريكا واسرائيل لا يوفرون جهدا للعمل على إخراج إيران من سوريا مخافة من التمدد الشيعي حسب قولهم، وأنه بإخراجها من المنطقة سيوقفون الدعم لحزب الله وسيقيدون أنشطتها في المنطقة.
 
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو صرح في وقت سابق عن نيته “التصفيق للروس إذا ما استطاعوا إخراج الإيرانيين من سوريا”، و هنا ندرك بأن ثمة نوع من التحدي للتواجد الروسي و الايراني في سوريا، و بالإضافة إلى زعزعة الثقة بين حلفاء الدولة السورية.
 
في المقابل، تتعالى الأصوات على مصير سوريا الدولة و الدور الإقليمي المؤثر، ففي تصريح لباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اللبنانية “حنين غدار أكدت” ان إدارة الولايات المتحدة حولت انتباهها في سوريا من ضرورة مغادرة الرئيس الأسد إلى مغادرة إيران”، و بالتالي بات من الواضح أن الغرب يحاول دائما زرع الألغام في العلاقات الإيرانية الروسية، ليكون لها تأثير مباشر على زعزعة الاستقرار و التشويش على جُملة الانتصارات التي حققتها الدولة السورية و حلفاؤها.
ختاما ومع مرور هذه السنوات من الحرب السورية، بات واضحا أن السياسة الروسية والإيرانية تتفق ضمنا مع السياسة السورية، و بالتالي مسألة الترويج لخلافات بين شركاء النصر يُصنف كـ زوبعة في فنجان، و إن افترضنا أن هناك خلافا، فهذا الأمر لا يفسد للود قضية، لأن ما يجمع سوريا و روسيا و ايران مبني على قواعد و اسس متينة، و الموجه الأول لهذه العلاقات الدولة السورية التي أكدت بأن السيادة السورية خطاً أحمر، و من غير المقبول تجاوزه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد