داعش تحت أعين الأمن المغربي - إدريس الكنبوري

mainThumb

13-12-2018 03:28 PM

 في أقل من أسبوع تمكّنت السلطات الأمنية بالمغرب من تفكيك خليتين إرهابيتين تابعتين لتنظيم داعش، الأولى ببني ملال في الوسط الغربي للمملكة، تتكون من ستة أفراد كانوا يعدون لتنفيذ عمليات إرهابية، حسب إفادات الأمن المغربي، والثانية بمدينة القنيطرة، شمال العاصمة الرباط، تتكون من ثلاثة أفراد، قال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية إنهم كانوا يقومون بالتحريض على القيام بأعمال إرهابية داخل البلاد، والدعاية لتنظيم الدولة. وحسب البيان نفسه، فإن أحد أفراد الخلية الثانية قام بمحاولات سابقة للالتحاق بالتنظيم في سوريا أو العراق.

 
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك خليتين مرتبطين بتنظيم أبي بكر البغدادي في بحر أقل من أسبوع، ما يشير إلى أن التنظيم يبذل جهودا متواصلة للإضرار باستقرار وأمن المغرب، ويسعى إلى استقطاب مقاتلين مفترضين من أجل تجنيدهم في تنفيذ عمليات إرهابية. ورغم أن عدد الخلايا الإرهابية المفككة قد تراجع في السنوات الثلاث الماضية، حيث كان عددها 21 خلية عام 2015 ثم انخفض إلى 19 في العام التالي لكي يتراجع إلى تسع خلايا فقط العام الماضي، إلا أنه ارتفع هذا العام إلى 11 خلية إرهابية.
 
 ولعل ذلك مؤشر على تحول التنظيم نحو منطقة شمال أفريقيا بعد هزيمته في العراق وسوريا وخسارته مساحة كبيرة من المناطق التي كانت تحت قبضته. ولوحظ أن تفكيك هاتين الخليتين جاء بالتزامن مع الذكرى الأولى لانتصار الجيش العراقي على التنظيم في ديسمبر من العام الماضي، بعد ثلاث سنوات من المعارك الشرسة.
 
نجح المغرب في السنوات الأربع الأخيرة، منذ ظهور تنظيم داعش على ساحة الإرهاب العالمي، في تفكيك العشرات من الخلايا المرتبطة به، واعتقال المئات من الأفراد المنتمين إليها، كما تمكن من إحباط ما لا يقل عن 360 عملا تخريبيا في البلاد، بفضل جهود المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المعروف اختصارا بـ”البسيج”، والذي أنشئ عام 2015 كفرع تابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مهمته محاربة الخلايا الإرهابية والاتجار بالمخدرات والعمليات الإجرامية الكبرى وأعمال الاختطاف.
 
وعلى الرغم مما يبدو أنها محاولات حثيثة من التنظيم الأكثر وحشية في تاريخ التنظيمات الإرهابية لاختراق الأمن المغربي والمساس باستقرار البلاد، إلا أن المغرب لا يزال يحتل موقعا متميزا في قائمة البلدان الأكثر أمنا.
 
 فخلال الأسبوع الماضي ذكر مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يصدر بشكل سنوي عن معهد الاقتصاديات والسلام بأستراليا، أن المغرب يعد من الدول الأقل تعرضا للتهديدات الإرهابية في التصنيف العالمي. واحتل المغرب في التقرير الأخير الرتبة 132 من أصل 163 بلدا، مسجلا بذلك تحسنا مقارنة بتقرير السنة الماضية الذي احتل فيه الرتبة 123 من أصل 163 أيضا.
 
وبعد سنوات من التجربة الصعبة مع الخلايا المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في العقد الماضي، تحول المغرب إلى ملاحقة تلك التي تتبع لتنظيم داعش بعد أن أفل نجم تنظيم أيمن الظواهري. ويبرز الموقع الذي يقع فيه المغرب، على خاصرة إسبانيا كبوابة نحو أوروبا، كهدف مُغر بالنسبة للتنظيمات الإرهابية التي تتطلع إلى مسرح يكون قريبا من القارة العجوز.
 
وعلاوة على هذا المعطى فإن وجود مدينتي سبتة ومليلية تحت الاحتلال الإسباني يمنح لهذه التنظيمات ذريعة لتغذية خطاباتها المتطرفة الداعية إلى ما تعتبره “قصاصا” من أوروبا المسيحية. وكان تنظيم القاعدة في الماضي قد أصدر بيانات في هذا الخصوص، ولحق به تنظيم داعش الذي يسعى إلى التذكير بالاحتلال الإسباني كتبرير لحشد فئة من الشباب المغرر به وتجنيده في صفوفه، متحدثا عن حلم العودة إلى الأندلس التاريخية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد