إنهم يرمونكم كما رميتموهم

mainThumb

19-01-2019 03:09 PM

من المسلمات المتعارف عليها والمألوفة، هو تسابق الدول العظمى على المصالح والنفوذ في بلدان العالم ولكن وكما هو معلوم فإن لهذا النفوذ حدود معينة، ولكن لم يكن أمرا عاديا ومألوفا أن تكون هناك دولة لازالت تعتبر ضمن دول العالم الثالث ولازالت تفتقر الى البنى التحتية التي تٶهلها لكي تكون حتى في مستوى"النمور الآسيوية" وتسعى لبسط نفوذها وبأساليب يغلب عليها الكثير من الوقاحة كما هو الحال مع إيران، وخصوصا بعد أن صار الحكم السائد فيها ذو صبغة دينية بحتة.
 
منذ أن تأسس النظام الديني في إيران، وجهر بمبدأه المثير للجدل والريبة، ونعني به مايسمى ب"تصدير الثورة"، فقد بدأ نفوذ هذا النظام يتمدد في بلدان المنطقة حتى بات ينافس ويزاحم نفوذ ودور البلدان العظمى التي من دون شك صارت تشعر بنوع من الامتعاض من ذلك، خصوصا وإن هذا التمدد بدأ يٶثر سلبا على الاوضاع الامنية ليس في هذه البلدان تحديدا وإنما في المنطقة أيضا وصارت تمثل تهديدا جديا يسعى لفرض نفسه عن طريق طابور خامس يريد هذا النظام فرضه كأمر واقع وهو تصرف لم يقدم عليه أي بلد آخر وخصوصا العظمى منها، ومن هنا تبدو وجه الخطورة الاهم في الدور الايراني.
 
طهران ليس لم تكتف بدورها المريب هذا وبتدخلاتها وعبثها ببلدان بالمنطقة وإما تعدته الى أمور ومجالات أخرى فصارت تقوم بعقد مٶتمرات وإجتماعات تقوم في ضوئها بتقييم بلدان المنطقة والعالم وتوزع شهادات"حسن وسوء السلوك"على من تشاء وفق موقفها ومسافتها من السياسات والنهج الايراني في المنطقة والعالم، خصوصا وإن تدخلاتها في بلدان المنطقة تهدف في نهاية المطاف الى تغيير أنظمتها، وإنه من المثير للسخرية أن تبادر وزارة الخارجية الايرانية لإستدعاء دبلوماسيا بولنديا كبيرا،  للاحتجاج على مشاركة بولندا للولايات المتحدة في استضافة قمة عالمية تركز على الشرق الأوسط خاصة إيران. في وقت تتناسى وتتجاهل هذه الوزارة ماقد قام ويقوم به النظام الايراني من عقد مٶتمرات فيها الكثير من الحزازيات والكثير من إقحام الانف الايراني في شٶون داخلية لبلدان المنطقة بحيث يمكن وصفها ب"صلافة" متمادية!
 
المٶتمر الدولي المزمع عقده في بولندا الشهر المقبل، هو في الحقيقة من نتائج وإنعاكاسات وآثار الدور المشبوه للنظام الايراني ولتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة والذي يبدو جليا من إنه قد تجاوز حدوده بكثير، خصوصا عندما نجد صنائع هذا النظام في بلدان المنطقة يتكلمون ويتصرفون ليس كحكومات ظل أو ك"الدولة العميقة" فحسب وإنما حتى بإسم الشعوب والشعوب كلها منهم براء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد