ماليزيا فوق العرب - د. عبد الستار قاسم

mainThumb

29-01-2019 04:10 PM

 بكل ثقة ورصانة حديث، وبدون تردد وقف السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا أمام الإعلام وقال إنه يرفض استضافة صهاينة على أرض ماليزيا. قال إن الإسرائيليين مجرمون وإسرائيل دولة إجرام، وهي تعتدي على الشعب الفلسطيني وحقوقه، وتعتدي على المقدسات، وماليزيا ليست حضنا دافئا لها. وكان هذا الرفض قرارا صادرا عن مجلس وزراء ماليزيا. أي أن حديث مهاتير محمد ليس موقفا شخصيا، وإنما هو سياسة ماليزية ثابتة. وهذا يعبر عن موقف إسلامي حقيقي، ويلتزم بتعاليم الإسلام التي تأمر المسلمين بمواجهة من يقاتلونهم ويخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على إخراجهم.

وقد أشار وزير خارجية ماليزيا إلى أن ماليزيا لا يهمها إن غيروا موقع إجراء المنافسات الرياضية وقال” إن ماليزيا دولة تدافع عن المظلومين”. المهم أن تبقى ماليزيا ذات سيادة تصر على مواقفها. اشتكت اللجنة الأولمبية الصهيونية على ماليزيا، وطالبت بالحصول على تأشيرات دخول للمشاركة في الألعاب، لكن بلا فائدة. وأخيرا تم إلغاء المسابقات على الأرض الماليزية. قررت اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية نقل المنافسات إلى بلد آخر.
 
موقف ماليزيا هو موقف المبدأ الذي لا يخضع للمساومات أو التنازلات. وهو موقف يعلو على كل المواقف العربية والفلسطينية. هو موقف المقاطعة، وعزل الكيان الصهيوني عن المحيط العالمي. إنه موقف يستحق الاحترام والتقدير، ودعوة المنفلتين العرب الخائنين لأمتهم وترابها ومقدساتها أن يقتدوا بهذا الموقف الماليزي الأخلاقي الغيور على الأمة. من المتوقع أن يكون رد فعل العرب تجاه الموقف الماليزي سلبيا لأنه يعلو عليهم ويتفوق ويدينهم تاريخيا ودينيا.
 
والسؤال: هل سيشارك العرب في المسابقات بالرغم من مشاركة الصهاينة؟ طبعا سيشاركون لأنهم استمرأوا النذالة والخزي والعار، ولم يعودوا قادرين على المسير بدو رقاب منحنية لطواغيت العالم والاحتلال الصهيوني.
 
كانت المقاطعة العربية سلاحا قويا بيد العرب، وكانت دول العالم والشركات الكبرى تجس نبض العرب قبل أن تتعامل مع الصهاينة، أو تقيم معهم علاقات تجارية وثقافية وغير ذلك، أما الآن فالعرب يخطبون ود الصهاينة ويطلبون منهم الوساطة لدى الإدارة الأمريكية والدول الاستعمارية الأخرى. والموقف الرسمي الفلسطيني يتطابق مع الموقف العربي المخزي، وهم لا يترددون في الادعاء بأنه موقف محبي السلام. إنه موقف الخيانة والاستسلام والمهانة والهوان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد