صحيفة السوسنة الأردنية

لدى سالم بيت يقع على قطعة أرض مساحتها خمسة دونمات مزروعة بالزيتون واللوز والخوخ والكرز والعنب، وقد ائتمن زوجته عليها بسبب عمله الذي ينتهي في المساء، ووصّاها أن لا تمتدّ إلى أشجاره ايّةُ يد.

 

زوجة سالم (حريصة على الأمانة) وعيناها لا تفارق الأشجار من (فَجّة الظو) إلى عودة سالم.

 

(وَلَك يا جِدّة اللوز بعده ما استوى) تصيح زوجة سالم بحفيدها ذي العشر سنوات، (لا والله مستوي يا جِدّة، تعالي ذوقي) يقول الحفيد ببراءة، فتصرخ الجدة (إنزل عن الشجرة ولّا والله والله لاخلّي جدّك يطعميك قَتلِة، حمار ما ذاقها).

 

في موسم العنب تحاول إحدى (كناين سالم تلقيط ورق العنب) فيأتيها صوت حماتها (هيه يا مَرَة، اتركي اللي بايدch وخلّي الورق على أمّه، تلقيط الورق بقلل الثمر)، (يا عمّة الورق كثير ما شاالله) تقول الكنّة، فيأتيها الجواب (روحي اشتري من السوق، ترى إن عِرِف عمّك بتصير قصة، واذا ما وقّفتي تلقيط بحكيله).

 

يتكرر الموقف والسيناريو في كل موسم، زوجة سالم تمنع الجميع من الاقتراب من أي شجرة طوال موسمها ابتداءًا من اللوز وانتهاءًا بالزيتون.

 

في إحدى الليالي تقول لزوجها (يا زلمة والله تعبت وانا واقفة مثل الناطور ع الشجرات، يا زلمة قديش بتجيبلك هالزرعات بالسنة؟؟ الفين، ثتالاف، يا زلمة ضمّنها وريّحنا وريّح راسك)، (والله إنك صادقة، بكرا بشوف واحد يتضمنها) قال سالم.

 

بعد أن ضمّن سالم المزرعة جلس إلى زوجته يشرب القهوة وقال (يلّا ارتاحي، هاي ضمّنت المزرعة وريّحتك من المراقبة)، (الله يريّح بالك يا رب) قالت زوجته.

 

أنهى سالم فنجان و قال (صحيح؟؟ خلّي الاولاد يوكلوا اللي بدهم اياهم من المزرعة، وخلّي كناينك يحسبن حسابنا بورق الدوالي)، (يا زلمة حرام، ما انت ضمّنتها) قالت زوجته، (حرام شو يا مَرَة، أصلا الزلمة رح يربح آلاف من الضمانة، وبعدين هذا شجرنا والنا حق فيه، لَقْطِي لقطي واتوكلي على الله) قال سالم، ثم قام للوضوء ليصلّي ركعتين قيام الليل.

 

#وبعدين مع سالم